تابعنا :

-

الأربعاء، سبتمبر 14

الحديث



ملازم الحديث على احد الروابط التالية : 

او
او
-


بسم الله الرحمن الرحيم
الفرقة :الرابعة
المادة :الحديث (7)
موضوع المقرر: سنن النسائي
مؤلف هذا الكتاب هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخرساني النسائي  بفتح النون مع التشديد من بلاد يقال لها : نسا بفتح النون ، وقيل بالكسر ، والأول أصح .
مولده:
في مدينة نسا في عام خمسة عشر ومائتين ، وقيل في عام أربعة عشر ومائتين للهجرة .
والاختلاف جاء بسبب وراية رويت عنه ، وبسبب كلام لتلميذه أبي سعيد بن يونس صاحب تاريخ مصر ؛ فأبو سعيد ذكر أن مولده في عام خمسة عشر أو أربعة عشر ، والنسائي نفسه لما سئل عن مولده متى ، قال : يشبه أن يكون في عام خمسة عشر ومائتين ، فهو إذن لم يقطعه ولم يجزم بهذا ؛ لأنه لم يضبط تاريخ مولده ، لكنه استدل على ذلك بأنه رحل إلى قتيبة بن سعيد في عام ثلاثين ومائتين ، وكأنه يستشف أن عمره إذ ذاك كان خمسة عشر عاماً ، فيكون مولده تقريباً في حدود عام خمسة عشر ومائتين.

بعض صفاته :
كان شيخا مهيبا ، مليح الوجه ، ظاهر الدم ، حسن الشيبة , وكان نضر الوجه مع كبر السن ، يؤثر لباس البرود النوبية والخضر ، ويكثر الاستمتاع وكان متزوجاً بأربع نسوة ويضيف إليهن في الغالب سرية من السرايا .
---------------------------------------------------------------------
نَسَا : هي المدينة التي يُنسب إليها الإمام النَّسائي كما يُنسب إليها علماء آخرون كانت لهم مشاركات حافلة في حركة العلم والثقافة. أشار إليها ياقوت في معجمه، ومما قاله: إن اسمها أعجميّ، لكنه ذكر عن أبي سعد السمعاني أن سبب تسميتها بهذا الاسم «أن المسلمين لما وردوا خراسان قصدوها، فبلغ أهلها، فهربوا، ولم يتخلّف بها غير النساء. فلما أتاها المسلمون لم يروا بها رجالاً، فقالوا: هؤلاء نساء، والنساء لا يُقَاتَلْنَ؛ فننسأ أمرها إلى أن يعود رجالهن. فتركوها ومضوا، فَسُمُّوا بذلك نساء. والنسبة الصحيحة إليها: نَسائي، وقيل: نسوي أيضاً. وهي مدينة بخراسان، بينها وبين سرخس يومان، وبينها وبين مرو خمسة أيام، وبين أبيورد يوم». وتعليل أبي سعد ضعيف، ولعلّ اسمها أعجميّ في الأصل كما ذكر ياقوت.
وتقع نَسا اليوم على بعد خمسة عشر كيلومتراً غرب عشق آباد، وهي أطلال، وفيها آثار موقع قديم قبل الإسلام تعمل فيه فرق تنقيب روسية وإيطالية، وبالقرب منها بلدة اسمها باغر، لعلها مكان نسا القديمة، وعلى مسافة قريبة منها توجد جبال قريبة من حدود تركمانستان مع إيران.





طلبه للعلم:
طلب – رحمه الله – العلم منذ الصغر ، وهذا أفاده كثيراً ، فنجده رحل إلى قتيبة بن سعيد في سنة ثلاثين ومائتين ، وأقام عنده ولازمه أكثر من سنة ؛ ولذلك يعتبر إسناد النسائي عالياً في بعض الشيوخ ، ومن جملتهم قتيبة بن سعيد الذي كان مولده في عصر مبكر ، فقتيبة بن سعيد كان مولده في سنة تسع وأربعين ومائة ، فهو عاش تقريباً حوالي مائة عام، فظفر النسائي بأسانيد عالية من هذا الباب.
ثم إنه لم يقتصر في السماع على قتيبة بن سعيد ، بل سمع من أئمة آخرين ، مثل إسحاق بن راهويه (161- 238) ، وأحمد بن منيع (213-317)، وعلي بن حجر السعدي(154-244) ، ومن أبي داود ، والترمذي ، ومن أبي حاتم ، وأبي زرعة الرازيين ، ومن محمد بن يحيى بشار ، ومحمد بن المثنى ، وهناد بن السرى ، وأمثال هؤلاء الشيوخ الذين أدركم وروى عنهم ، ومعظمهم من شيوخ أصحاب الكتب الستة ، وبخاصة البخاري ومسلم .  فهو شارك البخاري ومسلم في كثير من شيوخهم ؛ ولذلك ظفر بالأسانيد العالية .


روايته عن البخاري:

اختلف هل سمع النسائي من البخاري وروى عنه أم لا ؟ فنجد المزي في تهذيب الكمال قطع بأنه لم يرو عن البخاري ، وأن الذي وقع في السنن حينما قال : حدثنا محمد بن إسماعيل، وقيل عنه البخاري ، أن هذا من تصرف بعض الرواة ، والحقيقة أنه لم يسمع من البخاري ، وهذه وجهة نظر المزي .
لكن بعد التتبع وجد أن فعلاً روى عن البخاري " الشيخ سعد الحميد"
السبب في أن أسانيد النسائي عالية:
كان من أدب الطلب عند أهل الحديث في ذلك العصر الرحلة في طلب الحديث ، وهذا الذي حرص عليه وصنعه النسائي ، وهو الذي أفاده في الحصول على الأسانيد العالية ، فإنه –رحمه الله- رحل إلى عدة بلدان منها خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام ، وسمع من كثير من الشيوخ ، وكان حريصاً على التلقي ، حتى وإن كان يصاحب ذلك شيء من العناء بل ربما المذلة .
وكان النسائي قد ظفر بأسانيد عالية مما جعل التلاميذ يحرصون على السماع من النسائي وعلى لقيه .
أي أن هناك عاملين أساسيين :
العامل الأول : أن النسائي عُمر فعاش مدة تقرب من تسعين عاماً .
العامل الثاني : أنه طلب العلم في الصغر مع الرحلة في طالبه ، ولما طلب العلم ظفر بأسانيد عالية مثل قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن راهويه ، وأمثالهم ؛ فهذه الأسانيد العالية التي حصلت للنسائي جعلت طلبة العلم يحرصون على السماع منه ؛ لأنهم سيظفرون أيضاً بعلو الإسناد .

تلاميذه :
تتلمذ على النسائي كبار الأئمة ، ومن هؤلاء :
ابن حبان صاحب "الصحيح"
-  والعقيلي صاحب "الضعفاء"
- وابن عدي صاحب "الكامل"
- والدولابي مع العلم بأنه يعتبر من أقران النسائي ولكنه سمع منهوهو صاحب كتاب الأسماء والكنى "
- والطحاوي صاحب "شرح معاني الآثار" و "مشاكل الآثار" وصاحب "الطحاوية"
- وأبو عوانة صاحب "المستخرج على صحيح مسلم"
- وأبو سعيد بن يونس صاحب " تاريخ مصر "
- والطبراني ، الإمام المشهور- صاحب "المعاجم الثلاثة"
- وابن السني صاحب "عمل اليوم والليلة" وكتاب القناعة.

وفاته: 
قيل : إنه توفي بالرملة في فلسطين ، وقيل : إنه توفي بمكة ، والخلاف جاء بين أبي سعيد بن يونس الذي هو أحد تلاميذ النسائي ، وبين الدار قطني ، فالدار قطني يرى أنه توفي بمكة ، وأبو سعيد يرى أنه توفي بالرملة . وبعض العلماء – مثل الذهبي – رجح قول ابن يونس ؛ لأنه تلميذ للنسائي ، أما الدار قطني فلم يدرك النسائي  وممن يؤيد رأي وفاته بمكة الحاكم أبو عبد الله الحافظ حيث قال : سمعت علي بن عمر يقول كان أبو عبد الرحمن النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار وأعلمهم بالرجال فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة، فسئل عن فضائل معاوية فأمسك عنه فضربوه في الجامع، فقال: أخرجوني إلى مكة فأخرجوه إلى مكة وهو عليل وتوفي بها مقتولا شهيدا قال الحاكم أبو عبد الله: ومع ما جمع أبو عبد الرحمن من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره.
كان وفاته – رحمه الله – في سنة ثلاث وثلاثمائة للهجرة ، وذلك في يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر صفر .
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء











مسائل متعلقة بالترجمة
في ترجمة النسائي بعض الشبه والرد عليها
1- ترد في ترجمته حول ما نُسبَ إليه رحمه الله من (التَّشيعِ)
وقد ذكر جماعةٌ من أهل العلم أن الإمامَ النسائيَّ كان متشيعًا منها:
ما قاله ابنُ خلِّكان [ في الوفيات (1/ 77)]: "وكانَ يَتَشيَّع".
وقال شيخ الإسلام [ منهاج السنة (7/ 373)]: "وتشيَّع بعض أهلِ العلم بالحديثِ؛ كالنسائيِّ....".
وقال الذَّهبي [ السير (14/ 133)]: "فيه قليل تَشَيُّعٍ وانحرافٍ عنْ خُصوم الإمام علي كمعاويةَ وعمروٍ، والله يُسامحه".
والذي دعاهم إلى وصفه بذلك هو تَصنيفُه لكتابَ "خصائص علي رضي الله عنه"، وتُنْظَر قصة تصنيفِه للكتاب في [ بغية الراغب المتمني) للحافظ السخاوي (ص120-121)].
وأيضًا ما جاء في ترجمته من [تهذيب الكمال (1/ 339)]: أنَّ محمد بن إسحاق الأصبهاني قال: "وخرجَ إلى دمشق، فسُئِلَ بها عن معاويةَ بنِ أبي سفيان، وما رُويَ من فضائلِه؟ فقال: ألا يَرْضَى معاويةُ رأسًا برأسٍ، حتى يُفضَّل؟ فمازالوا يدفعون في حِضنَيْهِ حتى أُخرج من المسجد، ثم حُمِلَ إلى مكةَ ومات بها".
والجواب عن هذا الأمر من وجوه:
الوجه الأول: نقل شيخُ الإسلام في "العقيدة الواسطية" عن أهل السُنَّة أنَّهم :"يُقرِّون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه وغيرِه من أن خيرَ هذه الأمَّةِ بعد نبيِّها أبو بكر ثم عمر، ويُثَلِّثُون بعثمان، ويُرَبِّعون بعليٍّ رضي الله عنهم، كما دلتْ عليه الآثار، وكما أجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة، مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمانَ وعليٍّ رضي الله عنهما، بعد اتفاقِهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل؟
فقدم قوم عثمان وسكتوا، أو رَبَّعوا بعلي، وقدم قوم عليًّا، وقوم توقفوا. لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي، وإن كانت هذه المسألةُ – مسألةَ عثمان وعلي – ليست من الأصول التي يُضلَّلُ المخالفُ فيها عند جمهور أهل السنة، لكن التي يُضَلَّلُ فيها مسألة الخلافة، وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر وعمر ثم عثمان ثم علي، ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله". [ الواسطية (ص: 242)].
إذا عُلِم هذا! فَمَنْ وُصِفَ من أهل العلم المتقدِّمين بالتَّشَيُّعِ، إنَّما هُو في تقديم عليٍّ على عثمانَ في الفضل لاَ فِي الْخِلافةِ.
الوجه الثاني: أن الإمام النسائي قد بين سببَ تأليفِه لكتاب "خصائص علي رضي الله عنه" في قوله: "دخلتُ دمشق والمنحرفُ عن عليٍّ بها كثير، فصنَّفتُ كتاب "الخصائص" رجاءَ أن يهديَهم الله".
فهو أراد بهذا التأليف النصح للأمة، وتقويم الاعوجاج الَّذي حصلَ.
الوجه الثالث: قال الحافظُ ابنُ عساكر مُعلقًا على هذه القصة: "هذه الحكاية لا تَدلُّ على سوءِ اعتقادِ أبي عبد الرحمن في معاوية بن أبي سفيان، وإنما تَدلُّ على الكفِّ في ذكره بِكُلِّ حال" ثم روَى بإسنادِه إلى أبي الحسين علي بن محمد القابسيِّ قال: سمعت أبا عليٍّ الحسن ابن أبي هلال يقول: سُئل أبو عبد الرحمن النسائي عن معاوية بن أبي سفيان صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما الباب كدار بها باب، فباب الإسلام الصحابة، فمن آذَى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب؛ إنما يريد دخول الدار، قال: فمن أراد معاوية، فإنما أراد الصحابة" [ تهذيب الكمال (1/339)].
الوجه الرابع: يُؤيِّد ما تقدَّم أنه لما ألَّف "مَناقب الصحابة" ذكَرَهم في ترتيب مناقبِهم على ترتيبهم في الخلافة، فقال مُعنوِنًا: "كتاب المناقب/ مناقب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والنساء".
ثُمَّ بوَّب فقال:
"باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه".
و"باب فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما".
و"باب فضل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم".
و" باب فضل علي رضي الله عنه".
[السنن الكبرى (7/ 293-306)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وغيرِه].
الوجه الخامس: أنَّ قول النسائي لَمَّا طُلِبَ منه أن يُخرجَ فَضائل معاوية رضي الله عنه قال: "أيَّ شيءٍ أُخرج؟! (اللهم لا تُشْبِعْ بَطنَه)!".
يُريدُ به أنه - رحمه الله- لا يَحْفَظُ عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية إلا أحاديثَ قليلةً، على اعتبار أنَّ الأحاديث الصَّحيحة في فضلِهِ خاصةً قليلةٌ جدًّا، قال الإمَام إسحاق بن راهويه: "لا يصحُّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية بن أبي سفيان شيءٌ". [ "المغني" للموصلي (ص:165)]
قال الإمام ابن القيم في [ المنار المنيف (ص:116-117)] بعد إيراد كلمة الإمام إسحاق: "قلتُ: ومراده ومراد من قال ذلك من أهل الحديث: أنه لا يصحُّ حديثٌ في مناقبِهِ بخصوصِهِ، فما صحَّ في مناقب الصحابة على العموم، ومناقب قريش، فمعاويةُ رضي الله عنه داخلٌ فيه".
ثم إن النسائي لما ذكر حديث " اللهم لا تشبع بطنه"، إنما ذكره عادًّا له أنه من مناقب وفضائل معاوية رضي الله عنه؛ لحديث مسلمٍ " اللهم إنما أنا بشر، أغضب كما يغضب البشر، فمن لعنته أو سببته؛ فاجعل ذلك له زكاة ورحمة"، ولم يرد رحمه الله التنقُّصَ من معاوية رضي الله عنه أبداً، وهذا الذي فهمه الإمام النسائي منَ الحديثِ أنه فضيلة لمعاوية رضي الله عنه، فهمه أيضا الإمام مسلمٌ حيثُ أورد الحديثَ المشارَ إليه في ( صحيحه) تحت كتاب "البر والصلة والآداب"، وكذا الحافظ الذهبي في [" تاريخ الإسلام " – حوادث ووفيات (301-310هـــــ) ص:108].
الوجه السادس: قوله: " ألا يَرضَى معاويةُ رأسًا برأسٍ حتى يُفضَّلَ؟!".
أراد رحمه الله الإجابةَ عمَّن سأله أن يُخرج فضائل معاوية رضي الله عنه؛ ليكونَ بذلك أفضل من عليٍّ رضي الله عنه، فأجابَهُ بِهذا الجواب، وهُو بِهَذا الجواب موافقٌ لتقرير أهل السُّنَّةِ مِنْ أنَّ أفضل الصَّحابة هم: الخلفاء الرَّاشدون الأربعة رضي الله عن الجميع.
فكيف يُساوَى مُعاوية رضي الله عنه بعليٍّ رضي الله عنه، فضلاً أن يُقدَّمَ عليه؟!
ومعلومٌ أن عليًّا رضي الله عنه من السَّابقين الأوَّلين في الإسلام، ومعاوية رضي الله عنه من آخر الصَّحَابة إسلاماً، قال تعالى: { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: 10].
وعليٌّ زيادةً على ما سبق؛ فهو رابعُ الخلفاء الرَّاشدين، وأحدُ العَشرةِ الْمُبَشَّرين بالجنَّة، ومنْ أهلِ بَدرٍ، ومِمَّنْ بَايعَ تَحتَ الشَّجرةِ، وغيرها منَ الفَضَائلِ الكثيرة رضي اللهُ عنِ الجميعِ.
الوجه السابع: أن التَّشيُّعَ الَّذي أطلقهُ العُلَماء هُو عَلَى مَنْ فضَّل عليًّا علَى عُثمانَ لا مَنْ فَضَّل عليًّا علَى مُعَاويةَ رضي الله عن الجميع، والإمامُ النَّسائيُّ لَمْ يَذْكُرْ عُثْمَان رضي الله عنه البتَّة، ولا فَضَّل عليًّا عليه.
وخِتامًا: فَالإمامُ النَّسائيُّ سُنيٌّ، سَلَفيُّ الاعتقادِ والاستدلال، وليس متشيِّعاً.
والله أعلم، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وآله وصحبه وسلَّم.










السلام عليكم ما لسبب الذي جعل الإمام النسائي أنه لم يذكر فضائل لمعاويه بن أبي سفيان رضي الله عنهما عندما قدم إلى الشام وهل صح حديث الذي ذكره لا اشبع الله بطنه ولماذا آذوه أهل الشام جزاكم الله خيرا
الإجابة :-
الإمام النسائي لا يقصد الطعن في معاوية رضي الله عنه وهو صحابي جليل لكن وجد غلوا فيه من أهل الشام حتى أن بعضهم فضله على علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ففي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 58) ودخل دمشق فسئل عن معاوية ففضل عليه عليا فأخرج من المسجد وحمل إلى الرملة ومات بها وقيل إلى مكة ودفن بها بين الصفا والمروة وجرى عليه بعض الحفاظ فقال مات ضربا بالأرجل من أهل الشام حين أجابهم لما سألوه عن فضائل معاوية ليرجحوه بها على علي بقوله ألا يرضى معاوية رأسا برأس حتى يفضل وفي رواية ما أعرفه ألا أشبع الله بطنه وما زالوا يضربونه بأرجلهم حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فمات مقتولا شهيدا وفي سير أعلام النبلاء - (ج 14 / ص 129) وقال الوزير ابن حنزابة (1): سمعت محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي قال: سمعت قوما ينكرون على أبي عبدالرحمن النسائي كتاب: " الخصائص " لعلي رضي الله عنه، وتركه تصنيف فضائل الشيخين، فذكرت له ذلك، فقال: دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير، فصنفت كتاب: " الخصائص "، رجوت أن يهديهم الله تعالى. ثم إنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة، فقيل له وأنا أسمع: إلا تخرج فضائل معاوية رضي الله عنه ؟ فقال: أي شئ أخرج ؟ حديث: " اللهم ! لا تشبع بطنه " (2). فسكت السائل. قلت: لعل أن يقال: هذه منقبة لمعاوية لقوله صلى الله عليه وسلم: " اللهم ! من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة " (1). وفي شرح النووي على مسلم - (ج 16 / ص 152) وفي حديث معاوية لا أشبع الله بطنه ونحو ذلك لا يقصدون بشئ من ذلك حقيقة الدعاء فخاف صلى الله عليه و سلم أن يصادف شئ من ذلك إجابة فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورا وأجرا وانما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان ولم يكن صلى الله عليه و سلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه" ولذلك الحديث يعتبر من فضائل معاوية رضي الله عنه وقد أخرجه مسلم في صحيحه - (ج 8 / ص 24) 25 - باب مَنْ لَعَنَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- أَوْ سَبَّهُ أَوْ دَعَا عَلَيْهِ وَلَيْسَ هُوَ أَهْلاً لِذَلِكَ كَانَ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا وَرَحْمَةً. (25)
أجاب عليه : الشيخ محمد عبدالوهاب العقيل






أسئلة على الترجمة
س1- ما اسم النسائي ؟ وما كنيته ؟ وما سبب نسبه إلى النسائي ؟
س2- ما الدليل على أنه طلب العلم باكراً؟
س3- هل روى عن البخاري ؟ تكلمي عن ذلك؟
س4- ما السبب في أن أسانيده عالية ؟
س5- اذكي الخلاف في مكان وفاته ؟ وما سبب الوفاة ؟
س6- من خلال دراستك لشبهة اتهامه بالتشيع أجيبي عما يلي:
أ‌-      مَنْ مِن العلماء من قال أن النسائي كان متشيعاً مع ذكر كتبهم؟
ب‌-  ما سبب وصفهم له بالتشيع؟
ت‌-  ما سبب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم  على معاوية بقوله (اللهم لا تشبع بطنه )  وهل يحمل هذا الحديث على فضائل معاوية ؟ مع ذكر الدليل على ما تقولين بالتفصيل؟
ث‌-  اذكري رأي أهل السنة والجماعة في التفضيل المنهي عنه بين الصحابة ؟ وهل ينطبق على ما فعله النسائي؟ اذكري الدليل على ما تقولين؟
ج‌- اذكري بالتفصيل رأي النسائي في معاوية من خلال ذكره لمناقب معاوية في السنن ؟
ح‌- هل يجوز تفضيل علي بن أبي طالب على معاوية ؟ اذكري الدليل لما تقولين؟


مؤلفاته
صنف السنن الكبرى ، والمجتبى من السنن الكبرى ، وهو المعروف بسنن النسائي ، ومسند علي ، وكتابا حافلا في الكنى ،  وكتاب خصائص علي ، وهو داخل في سننه الكبير ، وكذلك كتاب عمل اليوم والليلة، وهو مجلد ، هو من جملة السنن الكبير في بعض النسخ ، وله كتاب التفسير في مجلد ، وكتاب الضعفاء والمتروكين ، وغير ذلك
سنن النسائي
قيمته العلمية
1.   أُطلق على السنن اسم "الصحيح " كل من ابن منده وابن السكن وأبي علي النيسابوري والدارقطني والخطيب البغدادي وابن عدي حيث كان يقول إذا ذكر رجلا خرج النسائي حديثه : (خرج له النسائي في صحاحه) فوصف السنن بالصحاح ، فلعل مقصودهم من هذه التسمية: تحريه وشدة شرطه إذا قورن بشرط غيره من أصحاب السنن. ويعلق الشيخ الحميد حفظه الله على هذا الرأي بقوله : إن صح ذلك ، فإن هذا يعني المقدار الذي أخرجه من الصحيح ، مع تنبيهه على الضعيف ، (فخرج بذلك من عهدته) ، وأما أن يقال بأنها كلها صحيحة 0 فهذا فيه نظر 0
2.   أنه  مرتبته من حيث الصحة ، بعد الصحيحين ومقدم على أبي داود والترمذي ،قال ابن رشيد رحمه الله : كتاب النسائي أفضل كتب السنن ، كما أن كتاب المجتبى أقل السنن حديثا ضعيفا ورجلا مجروحا ودرجته بعد الصحيحين كما أسلفنا فهو من حيث الرجال مقدم على سنن أبي داود والترمذي لشدة تحري مؤلفه في الرجال ، وقد قال الحافظ : (كم من رجل أخرج له أبو داود والترمذي تجنب النسائي إخراج حديثه ، بل تجنب إخراج حديث جماعة في الصحيحين) ، ولما ذكر ابن طاهر لشيخه سعيد الزنجاني أنه وجد النسائي أعرض عن رجال خرج لهم في الصحيحين ، قال له سعيد : يا بني ، إن للنسائي شرط في الرجال أشد من شرط البخاري ، ويعلق الشيخ السعد على هذه الرأي ، بقوله إن فيه نوعا من المبالغة ، فلا شك في أن صحيح البخاري أصح وأعلى شرطا من سنن النسائي ، وللدارقطني جزء صغير في الرجال الذين خرج لهم البخاري وأعرض عنهم النسائي كإسماعيل بن أبي أويس ، وبالجملة فشرط النسائي في المجتبى هو أقوى الشروط بعد الصحيحين0
3.   قال العلماء بأن شرطه في المجتبى في الرجال أعلى من شرط مسلم ،  وهذا  في شرط النسائي في الرجال عموما وليس في المجتبى إذا ما قورن بصحيح مسلم ، وجدير بالذكر أن الذهبي والسبكي قد قدما النسائي على مسلم في الصناعة الحديثية ، وهذا ما مال إليه الشيخ السعد حفظه الله.
4.   ومن الأمور الجديرة بالذكر قول ابن حجر بأن سكوت النسائي عن الحديث يقتضي أن الحديث لا علة له عنده وهذا يشمل كتابي السنن الكبرى والصغرى وهذه من الأمور المعتبرة في تصحيح الحديث والعمل به0
5.    أثنى  العلماء على السنن :
قال الحاكم: كلام النسائي على فقه الحديث كثير، ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه.
وقال ابن رشيد: كتاب النسائي أبدع الكتب المصنفة في السنن تصنيفاً وأحسنها ترصيفاً، وهو جامع بين طريقي البخاري ومسلم مع حظٍ كبير من بيان العلل التي كأنها كِهانة من المتكلم.
وقال السِّلفي: الكتب الخمسة اتفق على صحتها علماء المشرق والمغرب0
وقد توسع النسائي في شرح العلل في الكبرى وخاصة في كتابي (عمل اليوم والليل وعشرة النساء) ، حتى عده بعض أهل العلم من كتب العلل ، وهو ، لا يصرح بتعليلاته ، وإنما يسوق الروايات بقصد تعليل الأخبار ، فيعلل بسرد الروايات .
ويسمى " السنن الصغرى" تمييزاً له عن الكبرى.
ويسمى " المجتبى" لأن النسائي اصطفاه وانتقاه من السنن الكبرى، ومنه قوله تعالى:(فاجتباه ربه)
ويسمى " المجتنى" - بالنون- من: جنى الثمرة واقتطفها وجرّها إليه، ويصح إطلاق هذا الاسم على السنن الصغرى لأنه اقتطفها من السنن الكبرى.

هل السنن الصغرى (المجتبى) من تصنيف الإمام النسائي أو ابن السني؟ هناك رأيان في المسألة:
1-   الرأي الأول: أنها تنسب إلى ابن السني تلميذ النسائي والراوي عنه كتبه ومنها السنن الكبرى ، وقد قال بهذا القول: الذهبي وتبعه ابن ناصر الدين الدمشقي. قال الذهبي في تاريخ الإسلام: والذي وقع لنا من سننه هو الكتاب المجتبى من انتخاب أبي بكر بن السني0

2- الرأي الثاني: أنها تنسب للإمام النسائي، وهو رأي أكثر العلماء، ومنهم ابن الأثير في جامع الأصول وابن كثير والعراقي والسخاوي، وغيرهم، أي أنهم رحمهم الله حين الرواية عن النسائي إذا لم يقيد بالكبرى فهم يقصدون المجتبى ولعل هذا الرأي هو الراجح، ومن الأدلة عليه:
1-   حكاية مفادها أن أمير الرملة لما اطلع على السنن الكبرى للنسائي سأله: هل كل ما في هذا الكتاب صحيح؟ قال: لا ، فقال: أخرج لي الصحيح منه، فانتقى هذا المجتبى ( قلت: وهذه القصة ضعفها كثير من العلماء فإن الواقع يكذبها، فكم من حديث في السنن الصغرى أعله النسائي نفسه).

2- ما نقله ابن خير في الفهرست(ص116): عن أبي علي الغساني(ت498هـ) قوله:( كتاب الإيمان والصلح ليسا من المصنف إنما هما من المجتبى له بالباء في السنن المسندة لأبي عبد الرحمن النسائي اختصره من كتابه الكبير المصنف..)

3- وجود نسخ خطية قديمة تفيد بأن السنن الصغرى من تأليف النسائي وأن ابن السني مجرد راوٍ لها عن النسائي.

4- أن ابن الأثير عندما ضم المجتبى في جامع الأصول ساقه بإسناده إلى النسائي من طريق ابن السني، ففيه نص ظاهر أنها من تأليف النسائي، ولو كانت من تأليف ابن السني لنص عليه ابن الأثير ولاكتفى بالإسناد إلى ابن السني.

5- أن ابن السني ذاته نص أنه سمع المجتبى من النسائي في مواضع من الكتاب.

وقد قال ابن كثير في ترجمة النسائي من البداية والنهاية( 11/123): "وقد جمع السنن الكبير، وانتخب ما هو أقل حجماً منه بمرات، وقد وقع لي سماعهما0

الفقه في سنن النسائي
اعتنى رحمه الله بالناحية الفقهية، فكتابه جامع بين الناحيتين الفقهية والحديثية، كما هو صنيع البخاري والترمذي وأبوداود في كتبهم، ومن الأدلة على عنايته بالناحية الفقهية:
1.   تكراره للحديث، فإنه يكرر الحديث في مواضع متعددة، كما هو الحال عند البخاري. والذي دعاه لذلك كثرة التفريعات والتفصيلات في الباب الواحد في كتابه، حتى إن القارئ ليشعر أنه يتناول كتاباً فقهياً يخرج للفقهاء آراءهم ويبين مستندهم.. ومثال ذلك: حديث " إنما الأعمال بالنيات" كرره ست عشرة مرة.
2.    أنه أحيانا يقتصر على موضع الشاهد من الحديث، ويختصر المتون، وهذه نزعة إلى الفقه أقرب منها إلى الحديث0
3.   أنه أحيانا يورد كلاماً من عنده يدل على فقه الحديث.
4.   أنه يورد أحيانا بعض الأحاديث المتعارضة في الباب الواحد إذا صحت عنده، وكأنه يشير إلى جواز العمل بهذا وذاك، كما في أحاديث الجهر والإسرار بالبسملة، فإنه أورد أحاديث الجهر والإسرار بها، وكذلك فعل في الإسفار والتغليس لصلاة الفجر (1/271(0
5.   أن كتابه لا يخلو من نقلٍ عن الفقهاء، وإن كان ذلك قليلاً، مثال ذلك: في (8/314) نقل عن مسروق فتوى في الهدية والرشوة وشرب الخمر.
6.   ينقل صور كتب فقهية في المزارعة والشركات والتدبير، وهذا عمل فقهي محض، مثاله: قال أبو عبد الرحمن: كتابة المزارعة على أن البذر والنفقة على صاحب الأرض، وللمزارع ربع ما يخرج الله عز وجل منها هذا كتاب فلان وفلان..

مثال على عنايته بالفقه رحمه الله
السنن الصغرى - (ج 1 / ص 127)
21- باب الجهر بها في صلاة يجهر فيها بالقراءة
371- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ ، ثنا أَبِي وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ ، قَالاَ : ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : وَأَنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ ، عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرُ ، قَالَ : كُنْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، قَالَ : صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَرَأَ : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ثُمَّ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ حَتَّى بَلَغَ (وَلا الضَّالِّينَ) قَالَ : آمِينَ وَقَالَ النَّاسُ : آمِينَ وَيَقُولُ كُلَّمَا سَجَدَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَإِذَا قَامَ مِنَ الْجُلُوسِ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ وَيَقُولُ إِذَا سَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَشْبَهُكُمْ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
السنن الصغرى - (ج 1 / ص 128)
372- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، وأبو محمد عَبد الله بن يوسف الأصبهاني ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق في آخرين قالوا : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أَخْبَرَنَا الربيع بن سليمان ، أَخْبَرَنَا الشافعي ، رَحِمَه الله ، أَخْبَرَنَا عَبد المجيد بن عَبد العزيز ، عن ابن جُرَيج ، قال : أخبرني عَبد الله بن عثمان بن خثيم ، أن أبا بكر بن حفص بن عُمَر ، أخبره أن أنس بن مالك قال : صلى معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة فقرأ فيها بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها حتى قضى تلك القراءة ، ولم يكبر حين يهوي حتى قضى تلك الصلاة فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين من كل مكان : يا معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت ؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أم القرآن وكبر حين يهوي ساجدا
373- وَرُوِّينَا افتتاح القراءة ، ب بسم الله الرحمن الرحيم عن أميرين أمير المؤمنين عُمَر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وهو مشهور عن عَبد الله بن عباس وعبد الله بن عُمَر وعبد الله بن الزبير وأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
374- وأخبرنا أبو نصر بن أبي قتادة ، أَخْبَرَنَا أَبُو محمد أحمد بن إسحاق البغدادي أنا معاذ بن نجدة ، حَدَّثَنَا خلاد بن يحيى ، حَدَّثَنَا عَبد العزيز بن أبي رواد ، حَدَّثَنَا نافع ، عن ابن عُمَر ، أنه كان إذا افتتح الصلاة كبر ، ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ) فإذا فرغ قرأ بسم الله الرحمن الرحيم قال : وكان يقول : لم كتبت في المصحف إذا لم أقرأ ؟
375- أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، حَدَّثَنَا أبو غانم أزهر بن محمد بن حمدون الحرفي ، حَدَّثَنَا أبو قلابة ، حَدَّثَنَا بكر بن بكار ، حَدَّثَنَا مسعر بن كدام ، عن يزيد الفقير ، قال : صليت خلف ابن عُمَر فجهر ب (بسم الله الرحمن الرحيم)
السنن الصغرى - (ج 1 / ص 129)
376- وأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا يحيى بن أبي طالب ، أَخْبَرَنَا عَبد الوهاب بن عطاء ، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي عروبة ، عن عاصم ابن بهدلة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنه كان يفتتح القراءة ب (بسم الله الرحمن الرحيم)
377- وَرُوِّينَا عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه كان يجهر ب (بسم الله الرحمن الرحيم)
378- وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن محمد الصفار ، حَدَّثَنَا سعدان بن نصر ، حَدَّثَنَا معاذ بن معاذ العنبري ، عن حميد الطويل ، عن بكر بن عَبد الله ، قال : كان ابن الزبير يستفتح القراءة في صلاته ب (بسم الله الرحمن الرحيم) ويقول : ما يمنعهم منها إِلاَّ التكبر
379- وَرُوِّينَا عن جعفر بن محمد ، أنه قال : اجتمع آل محمد صلى الله عليه وسلم على الجهر ب (بسم الله الرحمن الرحيم)
380- وَرُوِّينَا عن عطاء ، وطاوس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والزهري .
381- وأما حديث أنس بن مالك في افتتاح النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وغيره ب (الحمد لله رب العالمين)
فإنه إنما قصد به بيان ابتدائهم بسورة الفاتحة قبل ما يقرأ بعدها
ومن روي عنه أنه لم يجهر بها فإنه لم يسمعه
ومن روي عنه الجهر فإنه أدى ما سمع ، والقول قول من سمع دون من لم يسمع ، ثم هو من الاختلاف المباح ، والله أعلم

اسئلة
س1 – بيني قيمة سنن النسائي العلمية ؟
س2- مَنْ مِنْ العلماء من قال أن المجتبى من تأليف ابن السني ؟وماذا يقصد من قال منهم  في كتابه أخرجه النسائي ؟
س3- ما أدلة من قال أن المجتبى من تأليف النسائي؟
س4- رتبي السنن بين الكتب الستة من حيث الصحة؟
س5- بيني السبب في قول العلماء أن للنسائي شرط أقوى من شرط مسلم مع أن كتابه متأخر عنه في الصحة؟
س6- عرف النسائي بعنايته بالفقه ،بيني ذلك بالتفصيل مع ذكر مثال ؟



منهج النسائي (2)
عنايتة بالحديث
اعتنى رحمه الله بالصنعة الحديثية كباقي الكتب الستة وكان مميزاً في ذلك فقد جرّح النسائي في سننه وعدّل الرواة وضعّف وبوّب وأخرج الطرق وبيّن علل بعض الأحاديث ، ففيه من علوم المصطلح والآلة الشيء الكثير ومن ذلك ما يلي:-
1-  شرطه في الرجال:
أ‌-   عرف النسائي أنه من المتشددين في الجرح ، كما سبق أن ذكرنا أن له رحمه الله  شرط شديد في الرجال ، ولهذا عده العلماء من المتشددين في الجرح والتعديل ، الذين يضعفون الرجل بالغلطتين والثلاث ، ولا يوثقونه إلا بعد بحث واطمئنان شديد ، وهؤلاء المتشددون إذا وثق أحدهم شخصاً فإن توثيقه يقدم على تضعيف غيره إذا لم يذكر للتضعيف سببا مقبولا ، وممن وصف بذلك غير النسائي : شعبة بن الحجاج ، ويحيى بن سعيد القطان ، ويحيى بن معين .
لكن النسائي مع ذلك لا يترك حديث الرجل إلا إذا أجمع العلماء على تركه ، وقد ألف رحمه الله كتابه (الضعفاء والمتروكين) ، وجمع فيه (675) ستمائة وخمسة وسبعين راويا ، يرى أنهم من الضعفاء .
ب‌-                    اختلف العلماء في معنى لا يترك حديث الرجل إلا إذا أجمع العلماء على تركه فمنهم من قال :  بأنه لا يترك حديث الرجل حتى يجمع أهل بلده على ترك حديثه ، وهذا من المواضع التي تظهر فيها أهمية مسألة بلدية الراوي ، وقد صرح النسائي بأنه لا يترك حديث الراوي حتى يجمع الجميع على تركه، وهذا في الظاهر مذهب متسع كما قال ابن منده، وليس كذلك بل مقصوده إجماعاً خاصاً كما بين ابن حجر؛ وهو أن كل طبقة لا تخلو من متشدد ومتوسط، فالنسائي لا يترك حديث الراوي حتى يجمع علماء الطبقة الواحدة على تركه..

وقد نصَّ ابن حجر في تهذيب التهذيب على أن النسائي من المتشددين في الجرح والتعديل.وقد يخرج لمن اختلف في حاله مع التوضيح والتعليق  ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك : تخريجه لحديث جابر رضي الله عنه ، في إرسال النبي صلى الله عليه وسلم عليا في موسم الحج من طريق عبد الله بن عثمان بن خيثم ، وهو مختلف في حاله ، وقد أشار النسائي رحمه الله لهذا الاختلاف بقوله : وابن خيثم ليس بالقوي في الحديث ، ولم يتركه ابن مهدي ويحيى بن سعيد القطان ، وقال ابن المديني رحمه الله : منكر الحديث ، وكأن ابن المديني خلق للحديث . اهـ ، فهذا راو مختلف في حاله ، ومع ذلك خرج له النسائي ، والراجح أنه صدوق حسن الحديث.
 وقد يتركه كما ترك ابن لهيعة رغم أن حديث ابن لهيعة كان عنده من طريق قتيبة بن سعيد التي أثنى الإمام أحمد عليها ، وهذا يدل على شدة تحريه ، وقد أثنى العلماء كأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ على صنيعه هذا ، حيث قال : من يصبر على ما يصبر عليه النسائي؟! عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة يعني عن قتيبة عن ابن لهيعة ، قال: فما حدث بها .
ت‌-                    أنه يذكر أحيانا أحوال بعض الرواة جرحا أو تعديلا في أثناء سرد الإسناد أو بعد الانتهاء من رواية الحديث ، وربما أورد كلام أئمة العلم في الراوي  مثال ذلك : قوله عن حديث أبي الأحوص عن سماك بن حرب (8/319) : (( هذا حديث منكر ، غلط فيه أبو الأحوص سلام بن سُليم ، لا نعلم أحدا تابعه عليه من أصحاب سِماك بن حرب ، وسماك ليس بالقوي ، وكان يقبل التلقين ، قال أحمد بن حنبل : كان أبو الأحوص يخطئ في هذا الحديث . خالفه شريك في إسناده ولفظه )) . ثم ساق حديث شريك عن سماك.
ث‌-                     كلامه على الرواة جرحا وتعديلا  في السنن يعد مرجعاَ ومصدراَ يعتمد عليه في الحكم على الرجال، وقد جمعه أحد الباحثين المعاصرين في مصنف مستقل : (المستخرج من سنن النسائي في الجرح والتعديل ،  كما نقله عنه من جاء بعده من أئمة الجرح والتعديل  كابن حجر رحمه الله  في تهذيب التهذيب والذهبي ..، وكلامه رحمه الله ، إما أن يكون في السنن أو في الضعفاء.
ج‌-  اعتنى في كثير من الأحيان ببيان أسماء الرواة فهو يعيِّن المهمل: - كقوله فيما رواه من جهة بكر: - وهو بن مُضر .
   وفيما رواه من جهة عبد الله: - وهو ابن القِبطية -

وقد يذكر المهمل - مع الشك ... ويسمي المبهم:
في أصل السند: كإيراده حديث محمد بن عبد الرحمن عن رجل عن جابر رضي الله عنه مرفوعا... ثم ساقه من طريق محمد - أيضاً - فقال: ( عن محمد بن عمرو بن حسن عن جابر) ...

- وكذلك في المتن: - كقوله في حديث ذي اليدين: فقام إليه رجل يقال له: الخِرباق. بل أورده كذلك في موضع آخر مسمىً في أصل رواية أخرى.

- كما أنه يبين المكنى: كقوله فيما رواه: - من جهة أبي مُعَيد: هو حفص بن غيلان.

- ومن جهة أبي هشام: هو المغيرة بن سلمة.

- ويكني المسمى إذا كان مشهوراً بكنيته: كقوله: أخبرنا زكريا بن يحيى: هو أبو كامل ..
- وذكوان: أبو صالح
- وذكوان: أبو عمرو.

- ويبين ما يندفع به تعدد الواحد، " كهارون بن أبي وكيع وهو هارون بن عنترة"
وبما يزول به اللبس من ذلك، فساق: من طريق ابن المبارك عن أبي جعفر عن أبي سلمان، وقال: ( وليس بأبي جعفر الفرّاء)

2- دقته في طرق التحمل:
النسائي شديد التحري في ذكر طريقة تحمله للحديث ، فعلى سبيل المثال ، عندما منعه الحارث بن مسكين من حضور مجلسه لما أتاه في زي أنكره ، وكان الحارث خائفا من أمور تتعلق بالسلطان ، فخاف أن يكون عينا عليه ، فمنعه ، وقيل بأن الخلاف بينهما هو خلاف بين الأقران ، فكان النسائي يقعد خلف الباب ويسمع حديث الحارث ومع ذلك لم يستجز أن يقول حدثنا ، وإنما قال : قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع ، كما ذكر ذلك ابن الأثير في أول جامع الأصول .
3-            أنه ربما وجد في الباب حديثا صحيحا ، فيخرجه ويخرج معه أحاديث ضعيفة ، تحوي زيادات لم يشتمل عليها هذا الحديث الصحيح ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك : حديث سعيد بن سلمة عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أنس رضي الله عنه : (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن...) ، حيث علق النسائي رحمه الله بقوله : سعيد شيخ ضعيف ، وإنما أخرجناه للزيادة في الحديث .
¨
4- تسميته لبعض المكنين ، كتسميته لأبي عمار : عريف بن حميد ، وتكنيته لبعض المسمين ، وقد سبق أن له مصنفا مستقلا في الكنى ، ولكنه مفقود .
¨
5- وهو يحكم أحيانا على أحاديثه ، فيقول مثلا : حديث منكر ، ثابت ، ليس بمحفوظ ، صحيح ،
.
¨
6- معظم أحاديث كتابه مسندة ، ولا يورد شيئا من المعلقات ، وينبه الشيخ الحميد حفظه الله ، إلى أن المقدار الذي وجد على صورة المعلق ، هو حديثان فقط .
7- أنه يبين المحفوظ من الروايات والشاذ منها ، والمرسل والمسند منها ، والمنكر والمعروف منها ، وإذا رواه مختصرا فربما قال بعد روايته : مختصر ، كما يبين الصواب والخطأ ، وربما حدد موضع الخطأ ومن وقع منه.
8- أنه يذكر كثيرا من اللطائف والفوائد الحديثية في أثناء الكلام ، كما لو كان للراوي شيخان في حديث ما ، أو كان الراوي سمع الحديث من شيخه ثم سمعه من شيخ شيخه ورُوي عنه على الوجهين ، فإنه يبين ذلك ، حتى لا يتوهم أحدٌ أن أحدَ الإسنادين مُعَلٌّ بالآخر ، كما في حديث توبة كعب بن مالك ، حيث رواه الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه ، ورواه أيضا عن عبد الرحمن بن كعب عن عبد الله بن كعب عن أبيه ، فهو يقول عند ذكر تلك الروايات في كتاب ( الأيمان والنذور ) قبل الباب 36: يشبه أن يكون الزهري سمع هذا الحديث من عبد الله بن كعب ومن عبد الرحمن عنه في هذا الحديث الطويل توبة كعب .
9- أحيانا يبين اتصال السند من عدمه ، وسماع الراوي من شيخه أو عدم سماعه منه .
10 ـ أحيانا يشرح في الترجمة بعض العبارات أو الألفاظ ، كقوله في الباب الرابع عشر من كتاب ( البيوع ) : النهي عن المُصَرَّاة ، وهو أن يُربط أخلاف الناقة أو الشاة وتُترك من الحلب يومين وثلاثة حتى يجتمع لها لبن ، فيزيد مشتريها في قيمتها ؛ لما يرى من كثرة لبنها .
11 ـ يذكر أحيانا الناسخ بعد المنسوخ من الأخبار ، فمثلا في كتاب (الزينـة) ذكر الباب رقم 88 بعنوان : لبس الديباج المنسوج بالذهب ، وأورد حديث لبسه r جبة الديباج التي أرسلها إليه أكيدر دُومة الجَندل . ثم ذكر الباب رقم 89 بعنوان : ذكر نسخ ذلك ، وذكر حديث جابر في ذلك .
12 ـ أحيانا ينتصر للرأي الراجح بتفنيد أدلة القول المرجوح وبيان عللها سواء كانت عللا في السند أو في المتن ، فمثلا في  كتاب ( الأشربة ) آخر كتب المجتبى عنون الباب رقم 48 بقوله : ذكر الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب السكر  ، وهو من أطول أبواب الكتاب ، وأورد فيه بدائع من دقائق العلم وعلل الأحاديث ، فهو يذكر ما اعتلوا به ، ثم يبين ما في دليلهم هذا من علل ، ثم يورد ما يخالفه مما هو أصح منه وأولى بالاحتجاج به منه ، ببيان رائع فائق ، رحمه الله .
13 ـ إن كان في المسألة الواحدة أحاديث متعددة ، لكن لا تناقض بينها بل يصح العمل بكل منها فإنه يعبر عنها غالبا بأنها نوع آخر مما ذكره ، فمثلا في كتاب ( الصلاة ) عند ذكر التسبيح عقب الانصراف من الصلاة أورد ترجمة بعنوان : عدد التسبيح بعد التسليم ، ثم ترجمة ثانية وثالثة ورابعة بعنوان : نوع آخر من عدد التسبيح ، ثم ترجمة خامسة وسادسة بعنوان: نوع آخر . وفي كيفية صلاة الكسوف ذكر تسعة أبواب في أنواع صلاة الكسوف .
14 ـ أحياناً يذكر درجة الحديث عقب الرواية ، كما فعل في حديث عبد الله بن مسعود في باب الحكم باتفاق أهل العلم ، من كتاب : آداب القضاة 8 /230 ، حيث قال عن الحديث : (( هذا الحديث جيِّـد جيِّـد )) .













علم العلل في سنن النسائي
تعريف علم العلل : هو عِلم برأسه ، وهو أَجَلُّ أنواع علم الحديث وأدَقُّها ، وأما أصحابه فهم جهابذة الفن في الحفظ والإتقان ، وأما أدواته فهي قواعد تُكشف بها الأسباب الخفية القادحة . وهو صاحب القول الفصل في قبول الحديث ورفضه ، حتى إنَّه لا يسلم كبار الحفاظ من نقده ، ولا يتكلم فيه إلا المتقنون لسائر علوم الحديث ، وأساسه التمرس والتجربة العملية الطويلة .
أهمية علم العلل :إذا كان كل علم يشرف بمدى نفعه ، فإنَّ علم علل الحديث يعد من أشرف العلوم ؛ لأنَّه من أكثرها نفعاً ، فهو نوع من أَجَلِّ أنواع علم الحديث ، وفن من أهم فنونه ، قال الخطيب : (( معرفة العلل أَجَلُّ أنواع علم الحديث )) ورحم الله الإمام النووي حيث قال : (( ومن أهم أنواع العلوم تحقيق معرفة الأحاديث النبويات ، أعني : معرفة متونها : صحيحها و حسنها و ضعيفها ، متصلها ومرسلها ومنقطعها ومعضلها ، ومقلوبها ، ومشهورها وغريبها  وعزيزها ، ومتواترها وآحادها وأفرادها ، معروفها وشاذها ومنكرها ، ومعللها وموضوعها ومدرجها وناسخها ومنسوخها ....... .
فعلماء الحديث قد اهتموا بالحديث النبوي الشريف عموماً ؛ لأنَّه المصدر التشريعي الثاني بعد القرآن الكريم ، و قد اهتموا ببيان علل الأحاديث النبوية من حيث الخصوص ؛ لأنَّ بمعرفة العلل يعرف كلام النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم من غيره ، وصحيح الحديث من ضعيفه ، وصوابه من خطئه ، قيل لعبد الله بن المبارك: هذه الأحاديث المصنوعة ؟ قال: (( تعيش لها الجهابذة ))
وقد ذكر الحاكم : (( أنَّ معرفة علل الحديث من أجَلِّ هذه العلوم )) وقال : معرفة علل الحديث ، وهو علم برأسه غير الصحيح و السقيم ، والجرح والتعديل )).
وعلم العلل ممتد من مرحلة النقد الحديثي الذي ابتدأت بواكيره على أيدي كبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، حيث كان أبو بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما يحتاطان في قبول الأخبار ، ويطلبان الشهادة على الحديث أحياناً ؛ من أجل تمييز الخطأ والوهم في الحديث النبوي ، ثم اهتم العلماء به من بعد ؛ لئلا ينسب إلى السنة المطهرة شيء ليس منها خطأ . فعلم العلل له مزية خاصة ، فهو كالميزان لبيان الخطأ من الصواب ، والصحيح من المعوج ، وقد اعتنى به أهل العلم قديماً وحديثاً ، ولا يزال الباحثون يحققون وينشرون تلكم الثروة العظيمة التي دَوَّنَها لنا أولئك الأئمة العظام كعلي ابن المديني ، و أحمد ، و البخاري ، و الترمذي ، و ابن أبي حاتم ، والدارقطني ، وغيرهم.
وما ذلك إلا لأهمية هذا الفن فـ (( التعليل أمر خفي ، لا يقوم به إلا نقاد أئمة الحديث دون الفقهاء الذين لا اطلاع لهم على طرقه وخفاياها )). ولأهميته أيضاً نجد بعض جهابذة العلماء يصرّح بأنَّ معرفة العلل والبحث عنها ، مقدم على مجرد الرواية دون سبر ولا تمحيص ، يقول عبد الرحمان بن مهدي :(( لأَنْ أعرف علة حديث هو عندي ، أحب إليَّ من أنْ أكتب حديثاً ليس عندي ))
ويزيد هذا العلم أهمية أنَّه من أشد العلوم غموضاً ، فلا يدركه إلا من رُزِقَ سعة الرواية ، وكان مع ذلك حاد الذهن ، ثاقب الفهم ، دقيق النظر ، واسع المران ، قال الحاكم : (( إنَّ الصحيح لا يعرف بروايته فقط ، وإنَّما يُعرف بالفهم والحفظ وكثرة السماع ، وليس لهذا النوع من العلم عون أكثر من مذاكرة أهل الفهم والمعرفة ، ليظهر ما يخفى من علة الحديث ، فإذا وُجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرّجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم رضي الله عنهما ، لزم صاحب الحديث التنقير عن علته ، ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علّته ))
ونقل ابن أبي حاتم عن محمود بن إبراهيم بن سميع ، أنَّه قال : سمعت أحمد بن صالح يقول : (( معرفة الحديث بمنـزلة معرفة الذهب – والشَّبَه ، فإنَّ الجوهري إنما يعرفه أهله ، وليس للبصير فيه حجة إذا قيل له : كيف قلت : إنَّ هذا بائن ؟! – يعني : الجيد أو الرديء ، لذا فإنَّ وجود العارفين في فن العلل بين العلماء عزيز ، قال ابن رجب : وقد ذكرنا ... شرف علم العلل و عزته ، وأنَّ أهله المتحققين به أفراد يسيرة من بين الحفاظ وأهل الحديث ، وقد قال أبو عبد الله بن مندة الحافظ : إنَّما خص الله بمعرفة هذه الأخبار نفراً يسيراً من كثير ممن يدّعي علم الحديث ))
وقال الحافظ ابن حجر : (( وهو من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقها ، ولا يقوم به إلا من رزقه الله تعالى فهماً ثاقباً ، وحفظاً واسعاً ، ومعرفة تامة بمراتب الرواة ، وملكة قوية بالأسانيد والمتون ؛ ولهذا لم يتكلم فيه إلا قليل من أهل هذا الشأن : كعلي بن المديني ، وأحمد بن حنبل ، والبخاري ، ويعقوب بن شيبة ، وأبي حاتم ، وأبي زرعة ، والدارقطني ... ))
وليس يلزم كشف العلة لأول وهلة ولا لثانيها ولا ولا .. يقول الخطيب : (( فمن الأحاديث ما تخفى علته ، فلا يوقف عليها إلا بعد النظر الشديد ، ومُضِيِّ الزمن البعيد )) وأسند عن علي بن المديني ، قال :ربما أدركت علة حديث بعد أربعين سنة.
بل ربما يكشف العالم ما خفي على من هو أعلم منه ، كالدارقطني ، وأبي علي الجياني ، وأبي مسعود الدمشقي ، وأبي الحسن بن القطان ، وابن تيمية ، وابن القيم ، وابن حجر ، وغيرهم من أئمة هذا الشأن ، فقد تعقّبوا البخاري ومسلماً - وهما من هما في الحفظ والإتقان ، بل وعلو الكعب في علم العلل عينه - في كثير من أحاديث صحيحيهما وبينوا عللها ... أو قد يخالف ما قاله هو نفسه ، كما حصل لأبي حاتم الرازي حين سأله ابنه عن حديث ابن صائد أهو عن جابر أم عن ابن مسعود ؟ قال : (( عبد الله أصح ، لو كان عن جابر ، كان متصلاً . قلت : كيف كان ؟ قال : لأنَّ أبا نضرة قد أدرك جابراً ، ولم يدرك ابن مسعود ، وابن مسعود قديم الموت . وسألت أبي مرة أخرى عن هذا الحديث . فقال : يحيى القطان ومعتمر وغيرهما ، يقولون : عن التيمي ، عن أبي نضرة ، عن جابر ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وهو أشبه بالصواب )).
وقد يتوقف الناقد في حديث ما ؛ لخفاء علته ، وفي نفسه حجج للقبول والرد ولكن ليس له حجة ، قال السخاوي : (( يعني : يعبِّر بها غالباً ، وإلا ففي نفسه حجج للقبول وللدفع )) ، وقال ابن حجر : وقد تقصر عبارة المعلل منهم ، فلا يفصح بما استقر في نفسه من ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى ، كما في نقد الصيرفي سواء )) .
من هذا العرض تتبين أهمية هذا العلم " علل الحديث " ؛ لارتباطه بالحديث النبوي أولاً ؛ ولأنَّه الفيصل بين الصحيح الذي ظاهره وباطنه السلامة وغيره .

موضوعه : ليس كل الأحاديث ظاهرها السلامة ، ولا كل علة ،خفية ، فمن الأحاديث علتها ظاهرة جلية ، وهذه الأوصاف بحديث الضعيف ألصق ، وليست من علم العلل في شيء ، ومع ذلك وجدنا بعض العلماء قد أطلق العلة على الخفي منها والجلي ، واستعمال اللفظ بمعناه العام من باب التوسع .
أما الحديث المعل فهو ما اجتمع فيه ركنا العلة ، وهذا لا يكون سوى في أحاديث الثقات ؛ لأنَّ حديث الضعيف خطؤه بَيّن يتصدى له الناقد ، وفق قواعد معلومة ، أما أحاديث الثقات فهي موضوع علم العلل وميدانه بمعناه الدقيق ، ولا يتصدى لها إلا جهابذة النقاد .
وهذا النوع من النقد أوسع من الجرح والتعديل ؛ لأنَّه يواكب الثقة في حله وترحاله ، وأحاديثه عن كل شيخ من شيوخه ، ومتى ضبط ؟ ومتى نسي ؟ وكيف تحمّل ؟ وكيف أدَّى ؟
إذن علم العلل يبحث عن أوهام الرواة الثقات ، ويعمل على تمحيص أحاديثهم وتمييزها ، وكشف ما يعتريها من خطأ ، إذ ليس يسلم من الخطأ أحد .
وهنا سؤال يطرح نفسه ، هل بنا اليوم حاجة إلى علم العلل ؟
لما رأى الناس ضعف المتأخرين والمعاصرين بهذا العلم ، أدركوا أنَّ الحاجة إليه لا زالت قائمة ، لاسيما أنَّ إعلال الأئمة للأحاديث مبنيٌّ على الاجتهاد وغلبة الظن ، وباب الاجتهاد لا يحل لأحد غلقه ، وكذلك فإنَّ من واجب المتأخرين شرح كلام المتقدمين وبيان مرادهم في إعلالات الأحاديث ، والترجيح عند الاختلاف .

ثمرته :
لكل علم إذا استوى على سوقه ثمرة ، وثمرة علم علل الحديث الرئيسة حفظ السنة ، ففي حفظها صيانة لها ، ونصيحة الدين ، وتمييز ما قد يدخل على رواتها من الخطأ والوهم وكشف ما يعتريهم ، وبيان الدخيل فيها ، وبها تقوى الأحاديث السليمة ؛ لبـراءتها من العلل.

تاريخه : يمكن جعل البداية الحقيقية لهذا العلم من مرحلة النقد الحديثي الذي ابتدأت بواكيره على أيدي كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعلي ، فهم أول من فتّش عن الرجال في الرواية ، وبحثوا عن النقل في الأخبار .
ثم تلقّى التابعون عن الصحابة نقد الأخبار وتمييز الروايات ، كسعيد بن جبير ، والشعبي ، وابن سيرين ، وفي هذا العصر ازدادت الحاجة إلى النقد ، حيث طرأت أمور دعتهم إلى نقد المرويات وتمييزها ، فقد كثرت الفتن ، وتعددت الفرق ، وظهرت البدع والمحدثات ، كبدعة التشيع والخوارج ، وكثر المشتغلون بعلم الحديث ، واتسعت دائرتهم ، وزادت أعداد حملة الآثار ، ونشطوا للرحلة والطلب .. فدخل في ذلك من يحسن ومن لا يحسن ، واختلفت أغراض الرواة ، وتعددت مشاربهم.
وفي عصر تابعي التابعين زادت الأمور السالفة خطراً ، فانتشرت البدع بشكل متزايد ، وكثر موجودها ، وطالت الأسانيد وكثر رجالها ، ولم يبق الوهم مقتصراً على الحفظ والضبط ، بل دخل في المصنفات والكتب .
وذهب بعض الباحثين إلى أنَّ هذا المنهج تسارع ارتقاؤه ، وتعاظم ازدهاره في فترة زمنية قصيرة ، حصرها بين محمد بن سيرين المتوفى سنة (110هـ ) ويحيى بن معين المتوفى سنة (233هـ ) أي في خلال (120) سنة تقريباً ، زاعماً أنَّ هذه الفترة تضاعفت فيها أعداد الأسانيد حتى وصلت إلى المليون .
ولما دخل عصر التدوين كان هذا العلم أول ما عني به الأئمة .
وهذه المؤلفات تعطي لنا تصوراً مجملاً عن نشأة علم العلل ، وأنَّه بدأ في عصر مبكر جداً مقارنة مع بقية علوم الحديث ، وعلى الرغم من قدمِ نشأته فقد قوبل بقلة الاهتمام وضعف الجانب.

مؤسسوه وأئمته : أسهم الصحابة والتابعون من بعدهم في بناء صرح علم العلل ، وتوالتِ اللَّبناتُ ترص بعضها بعضاً حتى غدا علماً لا يُستهان بجنابه ، وقد مرّ علينا قبلُ أنَّ علم العلل بدأ بمحمد بن سيرين ؛ لأنَّه أول من اشتهر بالكلام في نقد الحديث ، مروراً بالزهري الذي كان يملي على تلامذته أشياء في نقد الأحاديث وإعلالها . حتى استقر عند شعبة بن الحجاج ، وقد جعل أحد الباحثين شعبة هو المؤسس الحقيقي لهذا العلم ؛ لأنَّ أحداً قبله لم يتكلم بالدقة والشمول اللذينِ تكلم بهما شعبة ؛ ولأنَّ الحديث أصبح صناعة وفناً على يديه ، وهو أول من فتّش عن أمر المحدّثين.
وقد شهد له من جاء بعده ، قال الشافعي : (( لولا شعبة ما عُرف الحديث بالعراق )) وقال ابن رجب : (( وهو أول من وسّع الكلام في الجرح والتعديل ، واتصال الأسانيد وانقطاعها ، ونقّب عن دقائق علم العلل ، وأئمة هذا الشأن بعده تبع له في هذا العلم )) ، وقال السمعاني : (( هو أول من فتّش بالعراق عن أمر المحدّثين )) هذا  شعبة بن الحجاج المتوفَّى سنة (160هـ ) وحُقّ لعلم العلل أنْ يكون إناهُ على يديه .
وقد أخذ عن شعبة يحيى بن سعيد القطان ، وهو من أوائل من صنّف كتاباً في العلل كما ذكر ابن رجب ، وأخذ عنه أيضاً عبد الرحمان بن مهدي وهو من رجال هذا الفن ، وعنهما أخذ يحيى بن معين وإليه تناهى علم العلل ، وفيه قال أحمد : (( ها هنا رجل خَلَقه الله لهذا الشأن )) ، وعلي بن المديني شيخ البخاري الذي قال عنه أبو حاتم : (( كان علي بن المديني عَلَماً في الناس في معرفة الحديث والعلل )) ، وأحمد بن حنبل ، ثم جاء بعدهم البخاري طبيب الحديث في علله ، ومسلم الذي أماط اللثام عن علل خفية في أحاديث الثقات في كتابه " التمييز " ، وأبو داود الذي قرر قاعدة عظيمة في هذا الباب مغزاها أنَّه قد يخرّج الحديث المعلول ، ويسكت عن بيان علته بقوله : (( لأنَّه ضرر على العامة أنْ يكشف لهم كل ما كان من هذا الباب ... ؛ لأنَّ علم العامة يقصر عن مثل هذا )) ، وأبو زرعة الذي لمّ شتات هذا العلم مع أبي حاتم ، وجمع علمهما عبد الرحمان ابن أبي حاتم في مصنّفه ، وتلاهم جماعة منهم النسائي ، والعقيلي ، وابن عدي ، والدارقطني ولم يأتِ بعدهم من برع فيه ، وأخال ابن الجوزي قال قولته فيمن جاء بعدهم : (( قد قَلَّ من يفهم هذا بل عدم )).
صعوبته : أتت صعوبة علم العلل من عدم انضباطه تحت قاعدة مطّردة دائماً أبداً ، فلم يتكلم فيه إلا ثُلَّة من فحول المحدّثين وذلك أنَّه ليس قواعد نظرية حسابية ، بل هو جملة معطيات وملكة علمية متنوعة تكون لدى الناقد تمكنه من الحكم الدقيق ، وقد أشار العلائي إلى هذا المعنى بقوله : (( ولا يقوم به إلا من منحه الله فهماً غايصاً ، واطّلاعاً حاوياً ، وإدراكاً لمراتب الرواة ، ومعرفة ثاقبة ؛ ولهذا لم يتكلم فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم .. )) ، وابن رجب بقوله : (( فالجهابذة النقاد العارفون بعلل الحديث أفراد قليل من أهل الحديث جداً .. ، وكثيراً ما صرّحوا بأنَّ خفايا علمهم ودقائق فنهم لا تدركها كثير من الأفهام ؛ لتفرّق أغلب الأحاديث المعلّة في بطون الكتب ، زيادة على الصعوبات والمشاق التي يتحملها الناقد لمعرفة علة حديث واحد ، ويفرح إذا ظفر بتلك العلة .
وليس كل حديث مُعلّ تظهر علته لمن أعلّه ، فقد لا يقف عليها إلا بعد مدة ، سواء أكانت طويلة أم قصيرة ، مع إرجاع البصر فيها كرّاً ، أشار إلى هذا الخطيب البغدادي بقوله : (( فمن الأحاديث ما تخفى علته فلا يوقف عليها إلا بعد النظر الشديد ، ومضي الزمن البعيد )) ، ونقل بسنده عن علي بن المديني قال : (( ربما أدركت علة حديث بعد أربعين سنة )) ، ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه في حديث ذكره : (( ولم أزل أُفتّش عن هذا الحديث ، وهَمَّني جداً حتى رأيته في موضع .. )) ، وقال أيضاً : قلت لأبي زرعة : أيهما عندك أشبه ؟ قال : الله أعلم ، ثم تفكّر ساعة فقال : حديث الدراوردي أشبه ، وسألت أبي ، فقال : حديث معاوية أشبه ))
وقد لا تظهر العلة للإمام الناقد ويكشفها إمام آخر ، قال ابن حجر : (( قد يخفى على الحافظ بعض العلل في الحديث ، فيحكم عليه بالصحة بمقتضى ما ظهر له ، ويطّلع عليها غيرهُ فيرد بها الخبر ))
كما قد يعجز المعلل عن التعبير عما في نفسه من حجج ، قال ابن حجر : (( وقد تقصر عبارة المعلل منهم ، فلا يفصح بما استقر في نفسه من ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى ، كما في نقد الصيرفي سواء )) ، وقال ابن خزيمة معلِّقاً على حديث صدقة الفطر : (( ذكر الحنطة في خبر أبي سعيد غير محفوظ ، ولا أدري ممن الوهم ؟ )) ، وقال ابن أبي حاتم : (( سألت أبا زرعة عن حديث .. فقال أبو زرعة : هذا حديث منكر ، قلت : تعرف له علة ؟ قال : لا ))
إذن فهذا العلم ليس من العلوم السهلة ، ولا يستطيعه كل أحد ، وهو علم يحتاج إلى استفراغ العمر من أجل التمكن فيه ، ويحتاج إلى ورع تام وصبر وتجلد في البحث والاستقراء والنظر والموازنة مع ضرورة وجود الدين المتين لدى الناقد حتى لا يخرج من السنة ما هو منها ، ولا يدخل إليها ما ليس منها .


أسئلة (3)
س1- ما شرط النسائي في الرجال ؟ وما معناه؟ اشرحي ذلك بالتفصيل؟
س2-  هل يعد النسائي من المتشددين ؟ وكيف يروي عن الراوي إذا اختلف فيه؟ اضربي مثال على ذلك؟
س3- ما الرواية المشهورة التي تركها لأنها ليست على شرطه؟ وما قيمة هذه الرواية بالنسبة للنسائي؟
س3- ما قيمة كلامه على الرواة في السنن جرحاً وتعديلاً  ؟ وكيف اعتنى العلماء بالنقل عنه قديماً وحديثاً؟
س4- اذكري خمساً من عنايته بالصنعة الحديثية في السنن؟
س5- ما شكل الأسانيد عنده ؟ وهل يروي المعلق؟ كم عددها في السنن؟
س6- ما الحديث المعلول؟ وهل من المعلول صحيح ؟اشرحي ذلك؟
س7- ما قيمة دراسة علم العلل في العصر الحاضر؟ بيني ذلك بالتفصيل؟
س8- ما ثمرة علم العلل؟
س9- تكلمي عن تاريخ هذا العلم؟ومن المؤسس الحقيقي لهذا العلم؟
س10- ما سبب صعوبة علم العلل؟
س11- ما الوسائل لبلوغ هذا العلم؟
س12- ما خطوات الواجب اتباعها للبحث في علل الأحاديث؟
س13- ما الأمور المساعدة في كشف العلة بعد جمع الطرق؟


منهج النسائي (4)
العلل -2
الإمام أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي (303هـ), من أواحد الأئمة في العلل, وليس كما ذُكرنا آنفاً مثل الإمام النسائي في هذا المجال, قال الذهبي عند ترجمة النسائي: هو جارٍ في مضمار البخاري وأحمد وفوقَ مسلم وأبي داود. وكانت له مكانة كبيرة في زمنه, وإذا اجتمع معه الأقران أوكلوا إليهِ الكلام. وقال : ليسَ على رأس الثلاثمائة أعلمُ من النسائيِّ.
ولما سئل الدار قطني عن النسائي وابن خزيمة قال: لا أقدّمُ على النسائي مِن أهل عصره أحداً وإن كان ابن خزيمة إماماً. وهو أحد من قيل فيه: كأنّه خُلق لهذا الشأن .
وتظهر جهوده في التعليل في كتابه "السنن الكبرى" فإنه قد يعقد باباً كاملاً لذكر مسائل التعليل فيقول: باب الاختلاف عن نافع وأبي إسحاق وهكذا..ثم كتابه "المجتبى" المسمى بـ "السنن الصغرى" له شأو جيّد فيه وإن كان دون الأول.
وقبل عرض طريقته في عرض العلل لابد من معرفة قراءة العلل عن طريق تكوين ملكة قراءة كتب العلل


 كَيْفَ نُكوِّنُ ملَكةُ وفَهْمِ عند قراءة كتب العِلَلْ

  طالب العلل لا يمكن له الوصول إلى درجة النقًّاد القدامى البتةَ, وأما طُرُق فَهْمهَما فَهِي بثَلاثة أمور:-
أولا: التمكّن من قواعد القَبول والردّ, ومَتَى يقبل الحديث؟ ومتى يُردّ الحديث؟ عن طريق دراسةِ علمِ الحَديثِ, (حِفظاً, وفَهماً, وتَدبّراً) وهذه الدراسة لا يصحّ الاقتصار على النظري منها أي القواعد والمصطلحات  فقط, فالاقتصار عليه لا فائدةَ منه دون تطبقها على الأحاديث كأنْ تحفظَ "ألفيةً حديثيه .أو متن من المتون في هذا المجال ، بل لابد من تطبيق هذه القواعد والمصطلحات على الأحاديث عند الدراسة والتخريج.
ثانياً: التمكّن مِن علمِ الجَرحِ والتعديلِ, فيعرف منزلة الراوي الدقيقة جرحاً وتعديلاً, لأنّ مراتبَ الرواةِ متفاوتةً. فهذا العلم يعينُ على معرفةِ منزلةِ الرّاوي العامة, والخاصة –عن شيخِه مثلاً-. ويدخل فيه معرفة زمن مولده ووفاته والشيوخ الذين سمع عنهم ومن لمْ يسمع منهم .
ثالثاً: قراءةُ كتبِ العللِ التطبيقية, مثل"علل الدار قطني" أو أبواب العلل عند النسائي ,  قراءة مبنية على الفهم .  والوقوف مع كلّ حديثٍ, ومحاولة معرفةُ سبب الترجيح, ومعرفةُ  الوسائل التي اتّبعها المؤلف في الترجيح, والوسائل التي اتّبعها في تتبّع طرق الروايات والاختلافات, والوسائل التي اعتمدَ عليها للخروجِ بالرأي الذي تبنَّاه, , فمتى استوعب  الدارس ذلك  وفهم في قراءةِ كتب العلل تكونت له الملكة في ذلك لكن بعد رسوخ قدمه في هذا العلم.

ومِن هَذا القِسم نقولُ: طريقةُ التفقّه في كلامِهم ترجِع إلى ثلاثة أمورِ أساسية:

أولا: تصوّر الاختلافِ, وهذا  لا يكون بمجرّد القراءة ,وإنما تُعرف بعد الممارسة الطويلة, أما في بداية الأمر يجبُ عمل " مشجَّرة الطرق " . وطريقتُها: أن تذكر اسم الصحابي الذي روى الحديث مثل(ابن عباس) ثم إن كان الحديث مداره على عكرمة تقول (عكرمة عن ابن عباس) إما إن كان رواة هذا الحديث عن ابن عباس كثُر, فتجعل لكل راو عموديّا, ثم النظر إلى أوجه الخلاف والتفارق فراو رفعه عن ابن عباس و الآخر وقفه, فتضع كل من وقف الحديث في جانب ومن رفع الحديث في جانب, ثم النظر إلى من اختلفوا على عكرمة..وهكذا.. .
وفي الخلاف أوجه كثيرة وطرق مختلفة صعبة  ليسَ هذا موضعها .
ثانياً: معرفة مراتب الرواة, في هذا الحديثِ خاصةً من حيث الجرح والتعديل, ومن هنا تبرزُ أهميّة "تحقيق كتب العلل" فالإمام في تعليله قد لا يذكر مرتبتهم, فيذكر المحقق  هذا في الحاشية, وكتاب "العلل للدار قطني" مخدومٌ خدمةً جيّدة, وكتاب "العلل لابن أبي حاتم" كذلك, فمن خدمتهم " تبيين أحوالهم من كلام الحافظ في تقريب التهذيب" وإن كان هذا لا يفيد فائدة كبيرة إلا أنه يفتّح الأبواب ويبصّر حاله بالعام.
ثالثاً: فهم كلام العالم ومحاولةِ معرفةِ سبب الترجيح, فتنظر لم رجّح روايةُ فلانٍ على فلانٍ ؟ لم رجّحَ الوقفَ على الوصلِ؟ وإنما يكون هذا بجمع كلام العلماء كلهم في حال الحديثِ أو الراوي, فترى يقول الناقد "فلان أشبه لأنه أحفظ" وترى أنّ هذا الترجيح إن سببِه حفظه القوي, و ترى بعين البصيرة أن سبب مرجوحية الراوي الآخر هي المتابع عليها, فحينئذ تحكم للآخر, كيف حصلَ هذا ؟ إنما هو بجمع كلام العلماء, ولولاه لقلت بالأول.
*
وهذا لا يكون بمجرَّدِ قراءة واطّلاع بل يجب التدقيق والبحث, وكلما كان في بعض العلوم صعوبة, تجدُ فيه لذّة  أكبر من صعوبتها. فلا يستطاع العلم براحة الجسد كما قال يحيى بن أبي كثير, وهذا يكون في إخلاص الطالب في لذة الطلب, وقد تستحضر لذةَ الطلب أكثر من استحضار صدق النية وعليهِ فكلما كان العلم أعسر وأصعب كلما كانت لذّته أدعى وأشهى .

تطبيق ما سبق دراسته من خلال باب ذكر الروايات المغلظات في شرب الخمر

ذكر النسائي هذا الباب ضمن كتاب الأشربة وقبل ذكر هذا الباب ذكر عدة أبوب في بيان تحريم الخمر منها:
سنن النَسائى - (ج 17 / ص 159)
23 - باب تَحْرِيمِ كُلِّ شَرَابٍ أَسْكَرَ. (23)
سنن النَسائى - (ج 17 / ص 181)
25 - باب تَحْرِيمِ كُلِّ شَرَابٍ أَسْكَرَ كَثِيرُهُ. (25)
سنن النَسائى - (ج 17 / ص 250)
42 - باب ذِكْرِ الرِّوَايَاتِ الْمُغَلِّظَاتِ فِى شُرْبِ الْخَمْرِ (42)

ثم ذكر باب
سنن النَسائى - (ج 17 / ص 274)
48 - باب ذِكْرِ الأَخْبَارِ الَّتِى اعْتَلَّ بِهَا مَنْ أَبَاحَ شَرَابَ الْمُسْكِرِ. (48)
5695 - أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِىِّ عَنْ أَبِى الأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اشْرَبُوا فِى الظُّرُوفِ وَلاَ تَسْكَرُوا ».
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ غَلِطَ فِيهِ أَبُو الأَحْوَصِ سَلاَّمُ بْنُ سُلَيْمٍ لاَ نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا تَابَعَهُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ وَسِمَاكٌ لَيْسَ بِالْقَوِىِّ وَكَانَ يَقْبَلُ التَّلْقِينَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ كَانَ أَبُو الأَحْوَصِ يُخْطِئُ فِى هَذَا الْحَدِيثِ. خَالَفَهُ شَرِيكٌ فِى إِسْنَادِهِ وَفِى لَفْظِهِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الظروف : جمع ظرف وهو الوعاء

سنن النَسائى - (ج 17 / ص 276)
5696 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ). خَالَفَهُ أَبُو عَوَانَةَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الحنتم : جرار مدهونة خضر تسرع الشدة فيها لأجل دهنها
الدباء : القرع كانوا ينتبذون فيه
المزفت : الإناء المطلى بالزفت
النقير : أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينتبذ فيه


سنن النَسائى - (ج 17 / ص 277)
5697 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِىٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَجَّاجٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ قُرْصَافَةَ - امْرَأَةٌ مِنْهُمْ - عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ (اشْرَبُوا وَلاَ تَسْكَرُوا). قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهَذَا أَيْضًا غَيْرُ ثَابِتٍ وَقُرْصَافَةُ هَذِهِ لاَ نَدْرِى مَنْ هِىَ وَالْمَشْهُورُ عَنْ عَائِشَةَ خِلاَفُ مَا رَوَتْ عَنْهَا قُرْصَافَةُ.


سنن النَسائى - (ج 17 / ص 278)
5698 - أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ قُدَامَةَ الْعَامِرِىِّ أَنَّ جَسْرَةَ بِنْتَ دَجَاجَةَ الْعَامِرِيَّةَ حَدَّثَتْهُ قَالَتْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ سَأَلَهَا أُنَاسٌ كُلُّهُمْ يَسْأَلُ عَنِ النَّبِيذِ يَقُولُ نَنْبِذُ التَّمْرَ غُدْوَةً وَنَشْرَبُهُ عَشِيًّا وَنَنْبِذُهُ عَشِيًّا وَنَشْرَبُهُ غُدْوَةً. قَالَتْ (لاَ أُحِلُّ مُسْكِرًا وَإِنْ كَانَ خُبْزًا وَإِنْ كَانَتْ مَاءً). قَالَتْهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

سنن النَسائى - (ج 17 / ص 279)
5699 - أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ حَدَّثَتْنَا كَرِيمَةُ بِنْتُ هَمَّامٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَقُولُ نُهِيتُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ نُهِيتُمْ عَنِ الْحَنْتَمِ نُهِيتُمْ عَنِ الْمُزَفَّتِ. ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَتْ إِيَّاكُنَّ وَالْجَرَّ الأَخْضَرَ وَإِنْ أَسْكَرَكُنَّ مَاءُ حُبِّكُنَّ فَلاَ تَشْرَبْنَهُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الحنتم : جرار مدهونة خضر تسرع الشدة فيها لأجل دهنها
الدباء : القرع كانوا ينتبذون فيه
المزفت : الإناء المطلى بالزفت

سنن النَسائى - (ج 17 / ص 280)
5700 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ قَالَ حَدَّثَتْنِى وَالِدَتِى عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنِ الأَشْرِبَةِ فَقَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَنْهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ.
وَاعْتَلُّوا بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.

سنن النَسائى - (ج 17 / ص 281)
5701 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِىٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْقَوَارِيرِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَذْكُرُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ قَلِيلُهَا وَكَثِيرُهَا وَالسُّكْرُ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ. ابْنُ شُبْرُمَةَ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ.


سنن النَسائى - (ج 17 / ص 282)
5702 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِىٍّ قَالَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ حَدَّثَنِى الثِّقَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ بِعَيْنِهَا قَلِيلُهَا وَكَثِيرُهَا وَالسُّكْرُ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ. خَالَفَهُ أَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِىُّ.

سنن النَسائى - (ج 17 / ص 283)
5703 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ح وَأَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ أَبِى عَوْنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ بِعَيْنِهَا قَلِيلُهَا وَكَثِيرُهَا وَالسُّكْرُ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ. لَمْ يَذْكُرِ ابْنُ الْحَكَمِ قَلِيلُهَا وَكَثِيرُهَا.

سنن النَسائى - (ج 17 / ص 284)
5704 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِى الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ عَنْ أَبِى عَوْنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ قَلِيلُهَا وَكَثِيرُهَا وَمَا أَسْكَرَ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهَذَا أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ شُبْرُمَةَ وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ كَانَ يُدَلِّسُ وَلَيْسَ فِى حَدِيثِهِ ذِكْرُ السَّمَاعِ مِنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ وَرِوَايَةُ أَبِى عَوْنٍ أَشْبَهُ بِمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

سنن النَسائى - (ج 17 / ص 285)
5705 - أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِى الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِىِّ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ عَنِ الْبَاذَقِ فَقَالَ سَبَقَ مُحَمَّدٌ الْبَاذَقَ وَمَا أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ. قَالَ أَنَا أَوَّلُ الْعَرَبِ سَأَلَهُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الباذق : الخمر الأحمر












طريقة فرش أحاديث الباب
ومحاولة فهمها

ورد في الباب أحاديث من طرق عدة وبدأ بأبي بريدة ثم طريق عائشة ثم طريق ابن عباس ……..وغيرهم وسنتناول عرض طريق أبي بريدة  .

أبو بريدة


( اشْرَبُوا فِى الظُّرُوفِ وَلاَ تَسْكَرُوا )                                          
    من طريق                                                   (نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ)
أَبِى بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ                                                                 من طريق
                                                                                                      أَبِى بُرْدَةَ بْنِ نِيَار
الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ                                            
                                                                                       ابْنِ بُرَيْدَةَ
    سِمَاكِ                                                                              
                                                                                     سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ         
  أَبِى الأَحْوَصِ
                                                                                         شَرِيكٌ
                                                                                                                                                
قال النسائي:  وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ غَلِطَ فِيهِ                                 طريق شريك قال عنه النسائي:
أَبُو الأَحْوَصِ سَلاَّمُ بْنُ سُلَيْمٍ لاَ نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا                                    خَالَفَهُ أَبُو عَوَانَةَ.
تَابَعَهُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ                                   المخالفة من جهة المتن ومن
وَسِمَاكٌ لَيْسَ بِالْقَوِىِّ وَكَانَ يَقْبَلُ التَّلْقِينَ.                                          طريق عائشة
 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ كَانَ أَبُو الأَحْوَصِ
يُخْطِئُ فِى هَذَا الْحَدِيثِ.
خَالَفَهُ شَرِيكٌ فِى إِسْنَادِهِ وَفِى لَفْظِهِ.

نشاط
ارسمي مخطط للطرق المروية عن عائشة رضي الله عنها موضحة نقد النسائي لكل طريق ؟



روايات النسائي
رواية ابن الاحمر
محدث الأندلس ، ومسندها الثقة أبو بكر محمد بن معاوية بن عبد الرحمن بن معاوية بن إسحاق بن عبد الله بن معاوية بن الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي المرواني القرطبي ، المعروف بابن الأحمر ، من بيت الإمرة والحشمة .

سمع من عبيد الله بن يحيى بن يحيى وغيره ، وارتحل سنة خمس وتسعين ، فسمع من أبي خليفة الجمحي بالبصرة ، ومن إبراهيم بن شريك ، ومحمد بن يحيى المروزي ، وجعفر الفريابي ، ببغداد ، ومن أبي عبد الرحمن النسائي ، وأبي يعقوب المنجنيقي بمصر .

وجال ووصل إلى الهند تاجرا ، وكان يقول : رجعت من الهند ، وأنا أقدر على ثلاثين ألف دينار ، ثم غرقت وما نجوت إلا سباحة لا شيء معي . ثم رجع إلى الأندلس ، وجلب إليها " السنن الكبير " للنسائي ، وحمل الناس عنه .

وكان شيخا نبيلا ، ثقة ، معمرا .

روى عنه : محمد بن عبد الله بن حكم ، ومحمد بن إبراهيم بن سعيد ، وجماعة آخرهم موتا عبد الله بن ربيع ، ويونس بن عبد الله بن مغيث .

توفي في رجب سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وقد قارب التسعين ، رحمه الله .

رواية ابن السني
الإمام الحافظ الثقة الرحال أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الهاشمي الجعفري مولاهم الدينوري ، المشهور بابن السني . ولد في حدود سنة ثمانين ومائتين . وارتحل فسمع من أبي خليفة الجمحي وهو أكبر مشايخه ، ومن أبي عبد الرحمن النسائي وأكثر عنه ، وأبي يعقوب إسحاق المنجنيقي ، وعمر بن أبي غيلان البغدادي ، ومحمد بن محمد بن الباغندي ، وزكريا الساجي ، وأبي القاسم البغوي ، وعبد الله بن زيدان البجلي ، وأبي عروبة الحراني ، وجماهر بن محمد الزملكاني ، وسعيد بن عبد العزيز ، ومحمد بن خريم ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، وخلق كثير.
س- أكتبي ما قيل حول روايته للمجتبى؟
وممن روى السنن أيضاً  ابن سيار و ابن حيويه وغيرهم .
شروح سنن النسائي:



1-
- شرح سنن النسائي .لأبي العباس أحمد بن أبي الوليد بن رُشد ( ت/563 )
2- 
- الإمعان في شرح النسائي أبي عبد الرحمن لعلي بن عبد الله بن خلف بن محمد بن النِّعمة ( ت/567)
3-
-كتاب المجتبى من المجتنى في رجال كتاب أبي عبد الرحمن النسائي في السنن المأثورة وشرح غريبة .لمحمد بن أحمد أبو المظفر الأبيوردي(ت / 507).
4-
ت- عليق على الكتاب لأبي إسحاق إبراهيم بن عمر العلوي اليمني (ت/ 752 )
5-
- شرح النسائي لأبي الحسن محمد بن علي الحسيني ( ت/765 ) .

6-
- شرح زوائد سنن النسائي .لأبي حفص سراج الدين بن علي المعروف بابن الملقن ) ت/104 ) وهو شروح لزوائد " النسائي " على الصحيحين وسنن أبي داود * * * في مجلد واحد .
7-
- زهر الرُّبى على المجتبى .أبي بكر جلال الدين عبد الرحمن السيوطي ( ت/ 911).
مطبوع بحاشية السنن الصغرى
8-
 - حاشية على النسائي لنور الدين محمد بن عبد الهادي المدني السندي ( ت/ 1138)  وقد طبع بحاشية " السنن الكبرى " مع " زهر الربى " للسيوطي .
9-
- تيسير اليُسر بشرح المجتبى من السنن الكبرى .
لعبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن علي البهكلي اليماني ( ت/1248).
10 –
شرح سنن النسائي .ليحي بن المطهر بن إسماعيل اليماني (ت/ 1268).
11-
شرح سنن النسائي .لأحمد بن زيد بن عبد الله الكبسي اليماني ( ت/1271).
12 –
الحاشية المحمدية على الأخبار النشئية .لمحمد بن حمد الله التهانوي (ت/ 1296 )

13-
- كتابات على الكتب الستة .لأحمد بن زيني دحلان المكي ( ت/1304)
14 – عَرْف زهر الرُّبى على المجتبى .لعلي بن سليمان الدمنتاني الباجمعاوي ( ت/1306).
وهو مختصر من شرح السيوطي ، وقد طبع بالقاهرة سنة ( 1299 )
15 –
روض الربى عن ترجمة المجتبى .لمولاي وحيد الدين . طبع في لاهور عام ( 1886م ) مع ترجمته إلى الهندوستانية .
16 –
شرح مجموع من شرح السيوطي وحاشية السندي وغيرهما .
جمعه / أبو عبد الرحمن محمد بنجابي ، ومحمد عبد اللطيف . طبع في دلهي عام ( 1898م
17-
التقريرات الرائعة على سنن النسائي .لمولانا محمد حمد الله التهانوي ، طبع في الهند سنة (1319)
18 –
شرح النسائي .لعبد القادر بن بدران الرُّومي الحنبلي (ت/ 1346 ) . ولم يكمل
19–
إملاءات وتقريرات وضبط على غالب الكتب الستة .لمحمد بن جعفر الكتاني ( ت/1345.
20–
شرح سنن النسائي .لمحمد بن عبد الرحمن بن حسن الأهدل ( ت/1352.
21–
شرح سنن النسائي .لمحمد المختار بن سيد الجكني الشنقيطي ( ت/1405 ) . طبع منه ثلاثة مجلدات ، ولم يكمل . وهو شرح جليل مستوعب .
22–
التعليقات السلفية على سنن النسائي .
لمحمد عطأ الله الفوجياني (ت/ 1409.
23–
ذخيرة العُقْبى في شرح المجتبى .
لمحمد بن علي بن آدم بن موسى الأثيوبي الولَّويّ ( معاصر).
طبع منه إلى اليوم ( 11 ) مجلدًا ، وأكثر جاهز للطبع ، ولعله يكمل في أكثر من ثلاثين مجلدًا (20) يسَّر الله إكماله وطبعه .

 مسائل عامة تتعلق بسنن النسائي
1.
تسمى الكتب الستة : البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن ماجه مع الدارمي وأحمد والموطأ تسمى دواوين الإسلام ، وهي المذكورة في المعجم المفهرس للحديث النبوي .
2.
اسم المؤلف : أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي ، يكنى بأبي عبدالرحمن .
3.
ولد أبو عبدالرحمن النسائي سنة 215 هـ وتوفي سنة 303 هـ ، وهو آخر أهل السنن موتا
4.
النسائي بفتح النون مع التشديد من بلاد يقال لها : نسا بفتح النون ، وقيل بالكسر ، والأول أصح .
5.
يسمى كتاب النسائي بالمجتبى ، وقيل المجتنى ، والأول أصح . ويسمى : سنن النسائي الصغرى .
6.
هذه السنن الصغرى أو المجتبى مختصرة من السنن الكبرى للنسائي .
7.
اختلف في السنن الصغرى أو المجتبى هل هي من اختصار المؤلف نفسه أو اختصار تلميذه ابن السني ، والصحيح أنها اختصار للنسائي نفسه .
8.
النسائي إمام حافظ ثقة بالإجماع .
9.
تأتي منزلته في الكتب الستة في الدرجة الثالثة بعد الصحيحين ، وذلك لقلة الأحاديث الضعيفة فيه .
10.
يأتي ترتيب الكتب الستة على النحو التالي : البخاري ثم مسلم ثم النسائي ثم أبو داود ثم الترمذي ثم ابن ماجه .
11.
عدة أحاديثه باختلاف العد : 5774 حديث وهي تختلف باختلاف النسخ .
12.
الأحاديث الضعيفة في سنن النسائي قليلة جدا بالنسبة لكثرة أحاديثه ، فهي نحو ( 450 – 500 ) حديث .
13.
عدة شيوخ النسائي في هذه السنن 334 شيخ ، وعدتهم في الصغرى والكبرى 450 شيخ أكثرهم ثقات ، والضعيف فيهم قليل .
14.
لسنن النسائي رواة أشهرهم ابن الأحمر وابن السني ( صاحب كتاب عمل اليوم والليلة ) وابن الصوفي وعبدالكريم ابن النسائي صاحب السنن  .
15.
النسائي لا يقول في سننه حدثنا ، وإنما يقول : أخبرنا وأخبرني ، وما وجد في السنن حدثنا ، فهو خطأ من النساخ .
16.
سمى أكثر من تسعة من الحفاظ سنن النسائي صحيحا ، منهم : الحافظ ابن منده ، والدارقطني وأبو علي النيسابوري وأبو عبدالله الحاكم والخطيب البغدادي .
17.
رأى بعض الحفاظ أن الحديث الذي لا يضعفه النسائي في سننه ، ولا يتكلم فيه أنه صحيح ، والتحقيق أنه قد يكون كذلك لكن بالنظر في إسناده .
18.
قال النسائي رحمه الله : لم أُخرج في كتابي هذا ( السنن ) لرجل أجمع الحفاظ على تركه .
19.
 شروح النسائي ، ومنها : شرح ابن رشيد وهو مفقود ، وشرح ابن النعمة ، وشرح ابن الملقن ( شرح الزوائد التي على الصحيحين فقط ) وسماه الإعلام شرح سنن النسائي أبي عبدالرحمن ، وشرح السيوطي المسمى زهر الربا على المجتبى ، وحاشية للسندي .
20.
أكثر أحاديث سنن النسائي دائرة بين الصحيح والحسن والحسن لغيره ، وفيه أحاديث شاذة قليلة جدا .
21.
نقل ابن الأحمر تلميذ النسائي عن شيخه رحمه الله أن المجتبى كله صحيح ( لم يسمه النسائي المجتبى إنما سمي بعده ) .
22.
جرّح النسائي في سننه وعدّل وضعّف وبوّب وأخرج الطرق وبيّن علل بعض الأحاديث ، ففيه من علوم المصطلح والآلة الشيء الكثير .
23.
توفي أبو عبدالرحمن النسائي ( 303 هـ ) بفلسطين ، وقيل : دفن بها ، وقيل : بمكة بين الصفا والمروة .
24.
لا يوجد في سنن النسائي إسناد ثلاثي يعني : شيخ المصنف والتابعي والصحابي ، فهؤلاء ثلاثة .
25.
عند النسائي في سننه أطول إسناد ، وهو نحو تسعة رجال ( في باب الافتتاح الصلاة ) .
26.
للنسائي مؤلفات منها : خصائص علي ، عمل اليوم والليلة ( ضمن السنن لكنه أفرد ، فيه أكثر من ألف حديث ) ، الضعفاء والمتروكون ، وإملاءات حديثية له ، ومسند مالك بن أنس ، ومسند الزهري ، ومسند الفضيل بن عياض ، وحديث شعبة ، وسفيان ، وما رواه سفيان ولم يروه شعبة ، وما رواه شعبة ولم يروه سفيان ، ومناسك الحج ، وعلل الحديث ، وفضائل القرآن.
اسئلة
س1كَيْفَ نُكوِّنُ ملَكةُ وفَهْمِ عند قراءة كتب العِلَلْ؟
س2- ما الطريقةُ لفهم وقراءة كتب العلل؟ وهل تكفي قراءة تعليل الحديث مرة واحدة؟
س3-ما فائدة أن يذكر المحدث رأيه في الراوي أو المتن ؟وما ؟وهل هذا الأمر ملتزم به من ألف في العلل؟وما فائدة تحقيق كتب العلل ؟وهل يكفي تحقيق الكتاب لبيان وإظهار العلة؟ بيني ذلك بالتفصيل؟
س4-  ما معنى عمل مشجرة لطرق الحديث  ؟ وما فائدتها في استخراج أو ايضاح العلة ؟ ارسمي مشجرة للطرق المروية عن عائشة رضي الله عنها موضحة نقد النسائي لكل طريق ؟
س5- اذكري روايات النسائي؟
س6- اذكري الشروح المطبوعة مع المجتبى؟
س7- ما أوسع شرح ؟تكلمي عن هذا الشرح؟


فضل المسجد الأقصى ,
والصلاة فيه
أي هذا باب ذكر الحديث الدال على بيان فضل المسجد الأقصى, وفضل الصلاة فيه.
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: يقال لبيت المقدس: المسجد الأقصى على الصفة, ومسجد الأقصى على إضافة الموصوف إلى الصفة, وقد جوزه الكوفيون, واستشهدوا له بقوله تعالى: (وما كنت بجانب الغربي) [القصص: 44], والبصريون يؤولونه بإضمار المكان, أي المكان الذي بجانب المكان الغربي, ومسجد المكان الأقصى, ونحو ذلك, وإلى مذهب البصريين أشار إلى ابن مالك في "الخلاصة" حيث قال:
ولا يضاف اسم لما به اتخذ        مغنى وأول موهماً إذا ورد
وإنما قيل له: الأقصى لبعد المسافة بينه وبين الكعبة, وقيل: لبعد الزمان, وفيه نظر, لقوله في الحديث السابق (3/690): بينهما أربعون سنة.
وقال الزمخشري: سمي الأقصى, لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد, وقيل: لبعده عن الأقذار والخبث. وقيل: هو أقصى بالنسبة إلى مسجد المدينة, لأنه بعيد من مكة, وبيت المقدس أبعد منه.
قال الجامع: وفيه نظر, لأنه كان يسمى بهذا الاسم قبل المدينة.
ولبيت المقدس عدة أسماء تقرب من العشرين: منها: إيلياء , بالمد, والقصر, وبحذف الياء الأولى. وعن ابن عباس إدخال الألف واللام على هذا الثالث. وبيت المقدس بسكون القاف, وبفتحها مع التشديد –والقدس – بغير ميم, مع ضم القاف, وسكون الدال, وضمها أيضاً – وشلم – بالمعجمة, وتشديد اللام, وبالمهملة – وشلام بمعجمة, وسلم – بفتح المهملة , وكسر اللام الخفيفة- وأورى سلم – بسكون الواو, وبكسر الراء, بعدها تحتانية ساكنة, قال الأعشى [من المتقارب]:
وقد طفت للمال آفاقه              دمشق فحمص فأوري سِلم
ومن أسمائه كورة, وبيت إيل, وصهيون, ومصروث, آخر مثلثة, وكورشيلا, وبابوش – بموحدتين, ومعجمة – وقد تتبع أكثر هذه الأسماء الحسين بن خالويه اللغوي في كتاب "ليس". أفاده في "الفتح" جـ3 ص78.
وقال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات": القدس – بضم القاف – هو بيت المقدس – زاده الله تعالى شرفاً – يقال: بفتح الميم, وإسكان القاف, وكسر الدال, ويقال: بضم الميم, وفتح القاف, وفتح الدال المشددة, لغتان مشهورتان. قال الجوهري في "صحاحه": بيت المقدس, يشدد, ويخفف, والنسبة إليه مقدسي, مثال مجلسي, ومقدسي. قال امرؤ القيس [من الطويل]:
فأدركنه يأخذن بالساق والنسا             كما شبرق الولدان ثور المقدسي
والهاء في أدركنه ضمير الثور الوحشي, والنون في أدركنه ضمير الكلاب. أي أدركت الكلاب الثور, فأخذن بساقه ونساه, وشبرقت جلده, كما شبرق ولدان النصارى ثوب الراهب المقدسي, وهو الذي جاء بيت المقدس, فقطعوا ثيابه تبركاً بها, والشبرقة: تقطيع الثوب, وغيره.
والقدْس والقدُس: الطهر, اسم ومصدر, ومنه قيل للجنة: حظيرة القدس. والتقديس: التطهير, والأرض المقدسة: المطهرة.
وقال الواحدي في أول سورة البقرة: البيت المقدس – يعني بالتخفيف -: المطهر, قال: وقال أبو علي: وأما بيت المقدس – يعني بالتخفيف – فلا يخلو, إما أن يكون مصدراً, أو مكاناً, فإذا كان مصدراً كان كقوله تعالى: (إليه مرجعكم) [يونس: 4], ونحوه من المصادر, وإن كان مكاناً, فالمعنى: بيت المكان الذي جعل فيه الطهارة, أو بيت مكان الطهارة. وتطهيره على معنى إخلائه من الأصنام, وإبعاده منها. وقال الزجاج: البيت المقدس, أي المكان المطهر, وبيت المقدس, أي المكان الذي يطهر فيه من الذنوب. هذا ما ذكره الواحدي.
وقال غيره: البيت المقدس, وبيت المقدس؛ لغتان: الأولى على الصفة, والثانية على إضافة الموصوف إلى صفته, كصلاة الأولى, ومسجد الجامع. انتهى كلام النووي جـ4 ص109, بزيادة من "لسان العرب". والله تعالى أعلم بالصواب.
الحديث
سنن النَسائى - (ج 3 / ص 111)
باب فَضْلِ الْمَسْجِدِ الأَقْصَى وَالصَّلاَةِ فِيهِ
701 - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِى إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِىِّ عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا بَنَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خِلاَلاً ثَلاَثَةً سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ فَأُوتِيَهُ وَسَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُلْكًا لاَ يَنْبَغِى لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأُوتِيَهُ وَسَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حِينَ فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ أَنْ لاَ يَأْتِيَهُ أَحَدٌ لاَ يَنْهَزُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ فِيهِ أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ».
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1-(عمرو بن منصور) النسائي, أبو سعيد, ثقة ثبت, من [11], تقدم في 108/ 147, تفرد به المصنف.
2-(أبو مسهر) عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي, ثقة فاضل, توفي سنة 218, وله 78 سنة, من كبار [10], أخرج له الجماعة, تقدم في 5/460.
3-(سعيد بن عبد العزيز) التنوخي الدمشقي, ثقة إمام, اختلط في آخره, من [7], تقدم في 460.
4-(ربيعة بن يزيد) الإيادي القصير, أبو شعيب الدمشقي, ثقة عابد, من [4], تقدم في 148.
5-(أبو إدريس الخولاني) عائذ الله بن عبد الله,  الدمشقي, ثقة عالم, من [2], تقدم في 72/88.
6-(ابن الديلمي) عبد الله بن فيروز, أبو بشر, ويقال: أبو بسر, أخو الضحاك بن فيروز, وعم العريف بن عياش بن فيروز, كان يسكن بيت المقدس, ثقة, من كبار التابعين, ومنهم من ذكره من الصحابة.
قال ابن معين: ثقة, وقال العجلي: شامي تابعي, ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات". وذكره ابن قانع في معجم الصحابة, وأبو زرعة الدمشقي في تابعي أهل الشام. وأما ابن حبان, فقال: هو عبد الله بن ديلم بن هوشع الحميري, عداده في أهل مصر. كذا قال.
وقال أبو أحمد الحاكم في "الكنى": قال مسلم: أبو بشر – يعني بالمعجمة – قال: وقد بينا أن ذلك خطأ, أخطأ فيه مسلم, وغيره, وخليق أن يكون محمد – يعني البخاري – قد اشتبه عليه, مع جلالته, فلما نقله مسلم من كتابه تابعه عليه, ومن تأمل كتاب مسلم في الكنى علم أنه منقول من كتاب محمد, حذو القذة بالقذة, وتجلد في نقله حق الجلادة, إذ لم ينسبه إلى قائله, والله يغفر لنا وله. أخرج له أبو داود, والنسائي, وابن ماجه. وله في هذا الكتاب خمسة أحاديث.
7-(عبد الله بن عمرو) بن العاص, رضي الله عنه, تقدم في 89/111. والله تعالى أعلم.


لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من سباعيات المصنف رحمه الله تعالى.
ومنها: أن رجاله كلهم ثقات, اتفقوا عليهم, إلا شيخه, فمن أفراده, وابن الديلمي, فانفرد به هو, وأبو داود, وابن ماجه.
ومنها: أنه مسلسل بالشاميين, إلا شيخه فنيسابوري, وأما عبد الله بن عمرو الصحابي, فإنه وإن كان نزل مصر, فقد دخل الشام, وقيل: مات بها. وقيل غير ذلك.
ومنها: أن فيه ثلاثة من التابعين, يروي بعضهم عن بعض: ربيعة, عن أبي إدريس, عن ابن الديلمي.
ومنها: أن فيه رواية الأقران, فأبو إدريس, وابن الديلمي, كلاهما من كبار التابعين.
ومنها: أن فيه رواية الأقران, فأبو إدريس, وابن الديلمي, كلاهما من كبار التابعين.
ومنها: أن صحابيه هو أحد السابقين المكثرين من الصحابة – كما وصفه بكثرة الرواية أبو هريرة رضي الله عنه – وأحد العبادلة الأربعة الفقهاء منهم. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنه (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم لما بنى بيت المقدس) والمراد فراغه من بنائه, لما في رواية ابن ماجه "لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس".
(سأل الله عز وجل خلالاً ثلاثة) الخلال – بالكسر – جمع خلة, كخصلة وخصال, وزناً ومعنى, و"ثلاثة" صفة, أو بدل, أو عطف بيان, له. وإنما أنت "ثلاثة" مع كون المعدود مؤنثاً, لأن وجوب تذكير العدد لتأنيث المعدود إنما هو إذا وقع المعدود تمييزاً, وأما إذا قدم كما هنا, أو حذف فلا يجب. كما هو مقرر في محله.
(سأل الله عز وجل حكماً يصادف حكماً) أي يوافق حكم الله عز وجل. والمراد: التوفيق للصواب في الاجتهاد, وفصل الخصومات بين الناس. قاله السندي (فأويته) أي أعطاه الله ذلك. هذه هي إحدى الخلال الثلاث.
(وسأل الله عز وجل ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده) أي لا ينبغي لأحد أن يسأله, فكأنه سأل منع السؤال بعده, حتى لا يتعلق به أمل أحد, ولم يسأل منع الإجابة. وقيل: إن سؤاله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده؛ ليكون محله وكرامته من الله ظاهراً في خلق السموات والأرض؛ فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لهم تنافس في المحل عنده, فكل يحب أن تكون له خصوصية يستدل بها على محله عنده, ولهذا لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم العفريت الذي أراد أن يقطع عليه صلاته, وأمكنه الله منه, أراد ربطه, ثم تذكر قول أخيه سليمان: (رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي) [ص: 35] فرده خاسئاً.
فلو أعطي أحد بعده مثله ذهبت الخصوصية, فكأنه كره صلى الله عليه وسلم أن يزاحمه في تلك الخصوصية, بعد أن علم أنه شيء هو الذي خص به من تسخير الشياطين, وأنه أجيب إلى ألا يكون لأحد بعده. أفاده القرطبي رحمه الله تعالى في "تفسيره". جـ15 ص204 – 205.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: والصحيح أنه سأل من الله تعالى ملكاً لا يكون لأحد من بعده من البشر مثله, وهذا هو ظاهر السياق من الآية, وبذلك وردت الأحاديث الصحيحة من طرق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أورد حديث العفريت في الصحيحين" وغيرهما.
ولفظ البخاري في التفسير: عن أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: "إن عفريتاً من الجن تفلت علي البارحة – أو كلمة نحوها – ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله تبارك وتعالى منه, وأوردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا, وتنظروا إليه كلكم, فذكرت قول أخي سليمان عليه الصلاة والسلام: (رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي) [ص:35], قال روح: فرده خاسئاً". انتهى. "تفسير ابن كثير" باختصار جـ4 ص41.
(فأويته) أي أعطي ذلك الملك, وقد بين الله تعالى ذلك بقوله: (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب (36) والشيطان كل بناء وغواص (37) مقرنين في الأصفاد (38) هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب (39) وإن له عندنا لزلفى وحسن مئاب) [ص36-40].
فسخر الله تعالى له الريح تحمله بعسكره وجنوده إلى حيث أصاب, أي أراد, وسخر له الشياطين يبنون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب, وقدور راسيات, وسخر له آخرين متمردين, يقرنهم في السلاسل, وقيود الحديد تعذيباً لهم حتى يرجعوا عن تمردهم.
ثم امتن الله تعالى عليه, حيث قال: (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) [ص:39], أي هذا الملك عطاؤنا, فأعط من شئت, وامنع من شئت, فلا حساب عليك.
قال الحسن رحمه الله: ما أنعم الله على أحد نعمة, إلا عليه فيه تبعة, إلا سليمان عليه السلام؛ فإن الله تعالى قال له: (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) [ص39]. قال العلامة القرطبي رحمه الله تعالى: يقال: كيف أقدم سليمان على طلب الدنيا, مع ذمها من الله تعالى وبغضه لها, وحقارتها؟
فالجواب أن ذلك محمول عند العلماء على أداء حقوق الله تعالى وسياسة ملكه, وترتيب منازل خلقه, وإقامة حدوده, والمحافظة على رسومه, وتعظيم شعائره, وظهور عبادته, ولزوم طاعته, ونظم قانون الحكم النافذ عليهم منه, وتحقيق الوعد في أنه يعلم ما لم يعلم أحد من خلقه, حسب ما صرح بذلك لملائكته, فقال: (قال إني أعلم ما لا تعلمون) [البقرة: 30].
وحوشي سليمان عليه السلام أن يكون سؤاله طلباً لنفس الدنيا؛ لأنه هو والأنبياء أزهد خلق الله فيها, وإنما سأل مملكتها لله, كما سأل نوح دمارها وهلاكها لله؛ فكانا محمودين مجابين إلى ذلك, فأجيب نوح, فأهلك من عليها, وأعطي سليمان المملكة.
وقد قيل: إن ذلك كان بأمر من الله عز وجل على الصفة التي علم الله أنه لا يضبطه إلا هو وحده, دون سائر عباده, أو أراد أن يكون ملكاً عظيماً, فقال: (لا ينبغي لأحد من بعدي) [ص: 35], وهذا فيه نظر, والأول أصح.
ثم قال له: (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) [ص:39], وهذا يراد ما روي في الخبر: إن آخر الأنبياء دخولاً الجنة سليمان بن داود عليهما السلام لمكان ملكه في الدنيا, وفي بعض الأخبار: "يدخل الجنة بعد الأنبياء بأربعين خريفاً", ذكره صاحب "القوت", وهو حديث لا أصل له, لأنه سبحانه إذا كان عطاؤه لا تبعة فيه, لأنه من طريق المنة, فكيف يكون آخر الأنبياء دخولاً الجنة, وهو سبحانه يقول: (وإن له عندنا لزلفى وحسن مئاب) [ص: 40], وفي "الصحيح" "لكل نبي دعوة مستجابة, فتجعل كل نبي دعوته".. وقد تقدم, فجعل له من قبل السؤال حاجة مقضية, فلذا لم تكن عليه تبعة.
(وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد) الأقصى, ظاهر رواية المصنف يدل على أن السؤال الثالث كان عند فراغه من البناء, بخلاف الأولين, لكن تقدم في رواية ابن ماجه أن الثلاثة كانت عند الفراغ, ولفظ ابن ماجه "لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس, سأل الله ثلاثاً"... الحديث.
فيحتمل أن يكون الدعاء الثالث مقارناً لفراغه, بخلاف الأولين, فهما بعد الفراغ من دون مقارنة, ويحتمل أن الثلاث وقعت معاً, ولا يدخله (أحد, لا ينهزه), أي لا يحركه, يقال: نهز, نهزاً, من باب نفع: نهض ليتناول الشيء, قال الأزهري: وأصل النهز: الدفع وانتهز الفرصة: انتهض إليه مبادراً. أفاده في "المصباح".
(إلا الصلاة فيه)أي أداؤهافيه, والمراد ما أخرجه من بيته, إلا أداء الصلاة فيه.
(أن يخرجه من خطيئته) هكذا رواية المصنف هنا, وفي "الكبرى" "أن يخرجه من خطيئته".
فلابد في الكلام من استثناء يدل عليه السباق, تقديره: لا يأتيه أحد, لا ينهزه إلا الصلاة فيه, إلا أكرمه الله تعالى. وقوله: أن يخرجه....إلخ خبر لمحذوف, أي ذلك أن يخرجه من خطيئته, كيوم ولدته أمه, فتكون الجملة بياناً لذلك المقدر.
وقال السندي رحمه الله: (أن يخرجه) من الإخراج, أو الخروج, والظاهر أن في الكلام اختصاراً, والتقدير: "لا يأتيه أحد, إلا يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه. وقوله: "أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه" بدل من تمام هذا الكلام المشتمل على الاستثناء, إلا أنه حذف الاستثناء لدلالة البدل عليه, فليتأمل. والله تعالى أعلم.
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "أو الخروج": غير صحيح, بل هو من الإخراج فقط. ثم إن التقدير الذي ذكه فيه ركاكة, فالأولى ما ذكرته. والله تعالى أعلم.
ولفظ ابن ماجه "وألا يأتي هذا المسجد أحد, لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه". ولفظ أحمد "أيما رجل خرج من بيت لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه".
(كيوم ولدته أمه) كناية عن تكفير جميع ذنوبه, لأن المولود حين يولد ليس عليه شيء من الذنوب.
وقوله: "كيوم" يجوز جره بالكسرة, ويجوز بناؤه على الفتح, وهو المختار, لإضافته إلى جملة فعلية, فعلها ماض, كما في "الخلاصة":
وابن أو أعرب ما كإذ قد أجريا              واختر بنا متلو فعل بنيـــــــــا
وقيل فعل معرب أو مبتـــــــــــــــــدا       أعرب ومن بنى فلن يفندا
تنبيه:
رواية المصنف رحمه الله هذه فيها اختصار, إذ ليس فيها بيان حال المسألة الثالثة, لأنه قال في كل من الأوليين: "فأوتيه", ولم يذكر في الثالثة شيئاً, وقد بين في رواية غيره, فعند ابن ماجة, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما اثنتان, فد أعطيهما, وأرجو أن يكون قد أعطى الثالثة" .ولفظ أحمد: "إن سليمان بن داود عليه السلام سأل الله ثلاثاً, فأعطاه اثنتين, ونحن نرجو أن تكون له الثالثة", فذكر الحديث.
ولما كان رجاؤه صلى الله عليه وسلم في مثل هذا يفيد التحقيق, استدل به المصنف, رحمه الله, على فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه, وكذا فعل ابن خزيمة رحمه الله في "صحيحه". والله تعالى أعلم بالصواب, وإليه المرجع والمآب, وهو المستعان, وعليه الثكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
المسالة ألأولى: في درجته:
حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما هذا صحيح.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا (6/693), و"الكبرى" (6/772) عن عمرو بن منصور, عن أبي مسهر, عن سعيد بن عبد العزيز, عن ربيعة بن يزيد, عن أبي إدريس الخولاني, عن عبد الله بن الديلمي, عنه.والله تعالى أعلم.
المسالة الثالثة: فيمن أخرجه معه:
أخرجه ابن ماجة في "الصلاة" رقم (1408) عن عبيد الله بن الجهم الأنماطي, عن أيوب بن سويد الرملي, عن أبي زرعة, يحيى بن أبي عمرو السيباني, عن ابن الديلمي, عنه, نحوه.
وأخرجه أحمد (2/176), وابن خزيمة رقم (1334). والله تعالى أعلم.
المسالة الرابعة: في فوائده:
منها: ما بوب له المصنف رحمه الله تعالى, وهو بيان فضل المسجد الأقصى, وبيان فضل الصلاة فيه.
ومنها: فضل سليمان بن داود عليهما السلام, حيث فضله الله تعالى بهذه الخصال.
ومنها: بيان أن الله تعالى يفضل بعض أنبيائه على بعضهم ببعض الخصال, كما قال تعالى: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) الآية (البقرة: 253).
ومنها: إثبات الاجتهاد للأنبياء, حيث إن سليمان عليه السلام طلب من الله تعالى أن يوافق حكمه حكمه, وهذا معنى الاجتهاد, إذ لو كان مراده نزول الوحي إليه بحكم الله تعالى, لما كان بينه وبين غيره من الأنبياء فرق, وهذه المسألة فيها اختلاف بين أهل العلم, ومحلها أصول الفقه, وسنعود إلى تحقيقها في المحل المناسب لها, إن شاء الله تعالى.
ومنها: مشروعية الدعاء لمن عمل عملاً صالحاً عند الفراغ منه, لأنه يكون وسيلة لقبول دعائه, فإن التوسل بالعمل الصالح من أسباب الإجابة, كما ثبت في "الصحيح" توسل الثلاثة الذين أطبقت على فم غارهم صخرة, بأعمالهم الصالحة, فأزالها الله تعالى, فخرجوا يمشون, وهو حديث مشهور في "الصحيحين" وغيرهما.
ومنها: أن من أتى المسجد الأقصى ينبغي له تجريد نيته لأداء الصلاة, ومثله في ذلك سائر المساجد, فقي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة, وذلك أنه إذا توضأ, فأحسن الوضوء, ثم خرج إلى المسجد, لا يخرجه إلا الصلاة, لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة, وحط عنه بها خطيئة" الحديث. والله تعالى أعلم بالصواب, وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت, وما توفيقي إلا بالله, عليه توكلت, وإليه أنيب".


أهمية القدس عند المسلمين
1-أن فيها ثاني مسجد بني على الأرض وأول مسجد بني بعد البيت الحرام ، والفرق بينهما في البناء أربعون سنة لما أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء باب قول الله تعالى (ووهبنا لداود سليمان000)6/528 من حديث أبي ذر قال:( قلت يا رسول الله  أي مسجد وضع أول ؟ قال : المسجد الحرام قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما ؟ قال أربعون ).
2-المسجد الأقصى المبارك الذي شرع شد الرحال إليه مع المسجد الحرام والمسجد النبوي فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد , مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى ) .
3-أن الصلاة فيه بخمس مائة صلاة لما روى الطبراني في معجمه الكبير قال : (الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة ) وإسناده حسن.
4-فيه فضل دعوة سليمان بن داوود صلى الله عليه وسلم لحديث الباب .
5-وبيت المقدس ضل المسلمون يصلون إليه 16 عشر أو سبعة عشر شهراً بعد الهجرة لما روى البخاري عن البراء ابن عازب قال (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بيت المقدس 16 عشر أو سبعة عشر شهراً).
6-ومنه عرج به صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى لقول الله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) .
7-وأرض القدس أرض مقدسة مباركة نص على ذلك القرآن الكريم لقوله تعالى ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) , (ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ).
8-هي موطن الأنبياء عليهم السلام ومهبط الوحي منهم إبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب وموسى وداود وسليمان عليهم السلام .
9-فيها أم الرسول الكريم إخوانه الأنبياء في الصلاة ليلة الإسراء .
10-           وأخيراً أن هذه الأرض المقدسة موطن الطائفة القائمة على الحق فقد روى الإمام أحمد عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ) قالوا يا رسول الله وأين هم ؟ قال : ( ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ).


-


نماذج من الأسئلة
هذه يا ابنتي نموذج من الأسئلة لعله يساعدك على فهم المادة 00000تذكري أنه نموذج لا الأسئلة كلها أي أنها لا تغني عن مذاكرة المادة0
أي بنيتي0000 لا تنسي معلمتك من دعائك ،،،،،،،،،،،،أسأل الله التوفيق والنجاح لكن ولمن تحبون 0
-          أبو عبد الرحمن النسائي مؤلف السنن الكبرى والمجتبى0
-          ويعود نسبه إلى نسا مدينة تقع على بعد خمسة عشر كيلو متر من دمشق 0
-          اتفق العلماء على سماعه من البخاري وممن أكد ذلك المزي في تهذيب الكمال 0
-          ظفر النسائي بأسانيد عالية 0
-          من أسباب علو الإسناد عنده طلبه للعلم والرحلة في طلبه في الصغر وعمر فعاش تسعين عاماً0
-          ومن أسباب علو الإسناد عنده أيضاً أن من شيوخه من عمر، مثل البخاري ومسلم0
-          اتهم النسائي بالتشيع وهو رحمه الله برئ من هذه التهمة 0
-          سبب رميه بالتشيع كتابه (خصائص علي )0
-          وسبب تأليفه للكتاب كما قال : دخلت دمشق والمنحرف للتشيع لعلي كثير فصنفت (الخصائص)رجاء أن يهديهم الله0
-          رأي أهل السنة والجماعة الإيمان بأن الخليفة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم :أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي0
-          لم يرو النسائي أي حديث في فضل معاوية 0
-          جميع أحاديث السنن الكبرى والصغرى صحيحة 0
-          تأتي منزلته في الكتب الستة في الدرجة الثالثة بعد الصحيحين ، وذلك لقلة الأحاديث الضعيفة فيه .
-          الأحاديث الضعيفة في سنن النسائي كثيرة جدا بالنسبة لكثرة أحاديثه ، فهي نحو ( 4500 – 5000 ) حديث)
-          علم العلل خاص بأحاديث الضعفاء والمتروكين0
-           سبب صعوبة البحث في علل الحديث عدم انضباطه تحت قاعدة مطردة وخفاؤه0
-          يرى علماء الحديث المعاصرين أن الحاجة ماسة للبحث في علم العلل0
-          كما يرون أن من واجب المتأخرين شرح كلام المتقدمين 0
-          ثمرة علم العلل تضعيف الصحيح من الأحاديث0
-          يمكن لطالب العلم في العصر الحاضر الوصول إلى درجة النقاد القدامى في بيان العلل0
-          يمكن لطالب العلم في العصر الحاضر الوصول إلى فهم وقراءة كتب العلل0
-          الحديث الذي رواه النسائي في فضل القدس من سباعيات المصنف رحمه الله تعالى0
-          درجة الحديث الذي رواه النسائي في فضل القدس حسن0
-          وهذا الحديث فيه خمسة من التابعين, يروي بعضهم عن بعض0
-          معنى خصال الواردة في الحديث صفات0
-           الملك الذي أعطي لسليمان أن سخر له الأرض وألان له الجديد0

ظللي في قائمة الإجابة الحرف  المناسب:-
-         روى النسائي حديث (اللهم لا تشبع بطنه)ويعد هذا الحديث :
(أ‌)       في مناقب معاوية 0           (ب) في ذم معاوية 0  (ج) في سيرة معاوية0
52- حكم تقديم علي على معاوية رضي الله عنهما في الفضل:
جائز0                  (ب) محرم 0              (ج) مستحب0
- يعد علم علل الحديث :
(أ‌)       علم برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل 0   (ب) يدخل ضمن الضعيف   (ج) يدخل ضمن الجرح والتعديل0

-          قال العلامة القرطبي رحمه الله تعالى: يقال: كيف أقدم النبي عليه السلام على طلب الدنيا, مع ذمها من الله تعالى وبغضه لها, وحقارتها؟
(أ‌)    محمول عند العلماء على أداء حقوق الله تعالى وسياسة ملكه,000         (ب)  ليعينه على العبادة0            (ج)  لنفسه ليكون متميزا 0


-         المؤسس الحقيقي لعلم العلل :
(أ‌)       النسائي0                  (ب) الترمذي  0              (ج) شعبة بن الحجاج0
-         من شروح النسائي مطبوع مع كحاشية مع السنن الصغرى هو:
(أ‌)       زهر الربى على المجتبى0                  (ب) ذخيرة العقبى في شرح النسائي 0       (ج) شرح زوائد النسائي0
- أطول شرح لسنن النسائي يقع في 40 جزء مطبوع ومجود على الشبكة العنكبوتية ومؤلفه معاصر:
زهر الربى على المجتبى0               (ب) ذخيرة العقبى في شرح النسائي 0              (ج) شرح زوائد النسائي0






هناك 50 تعليقًا:

غير معرف يقول...

الله يكثر من امثالكم وبارك الله فيكم

غير معرف يقول...

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته
:
اللهم صلى على نبينا محمد
شكرا

غير معرف يقول...

اهب ياكثر ثرثرتهاهالدكتوره
ومحاضراتهاتجيب الصداع ماغيرالبنات
يجاملونهاونايمات متى تتقاعد وتفكنا

غير معرف يقول...

اتقي الله في نفسك اذا ما عرفناك مين انتي فلا تنسي انو ربي سيسألك عن كل كلمة تنطقيها وتكتبيها

فاتقي الله

قبل أن تحاسبي كفري عن ما قلتي في حقها

غير معرف يقول...

اتقي الله انا مع اني انتساب بس هالاستاذه عسسسسسسسسسسسسل وطيبه وهي الوحيده اللي تنزل نص اسالت الاختبار بالمنتدى عمرك شفتي دكتورة مثلها

غير معرف يقول...

ياللي موبعاجبتك الدكتورة لطيفة الراشد
الله لا يسامحك على الكلام عليها خافي ربك
تحبي احد يتكلم فيك ؟!
ما ارضى عليها احد يكلم عنها بسوء
احترمي نفسك لو سمحتي
من جد ناس عجب !!

غير معرف يقول...

يعطيكم العافيه
كذا المنهج كمل والا باقي شي؟

غير معرف يقول...

بنات منى تنزل ملزمة المسجد الافصى حقت آخر محاضرة

غير معرف يقول...

بنات متى محاضرة الحديث الاخيره شعبة ب؟

غير معرف يقول...

بنات متى محاضرة الحديث الاخيره شعبة ب؟

غير معرف يقول...

بناااااااااااااااات تكفون ردووو

غير معرف يقول...

بنات الله يعافيكم هذا المنهج والاباقي محاضرات بعدها

دراسات إسلامية يقول...

لا باقي على كلام الدكتوره

-

غير معرف يقول...

باقي ملزمة الآقصى بس

دراسات إسلامية يقول...

نزلت الاقصى

غير معرف يقول...

مهم شرح الدكتوره للاقصى اثناء المحاضرات للفائده والتنبيه اقول لكم كذا والله يوفق الجميع

غير معرف يقول...

بنااات انا انتساب ابي حل الاسئلة تكفووون

غير معرف يقول...

الأسئلة اللي في المنتدى اغلبها خطأ

غير معرف يقول...

السلام عليكم
بنات الله يعافيكم الاستاذه راح تنزل أسئله
أو لا
الله يوفقكم أحد يرد علي
ومشكوورين

غير معرف يقول...

ايه راح تنزل بس الساعه 10 او 11 تقريبا انتظريهااا

غير معرف يقول...

مشكوووره الله يعطيك العافيه
والله يجزاك خير

غير معرف يقول...

الدكتوره لطيفه الراشد اجمل والطف واحن دكتوررره الله يسعدهااااا بس واللي تقول متى تتقاعد ماشفتي اللى هي على الاقل هي دكتوره محترمه وتفتح النفس لا من لبس ولا من اهتمام بمظهر

غير معرف يقول...

الدكتوره لطيفه الراشد اجمل والطف واحن دكتوررره الله يسعدهااااا بس واللي تقول متى تتقاعد ماشفتي اللى هي على الاقل هي دكتوره محترمه وتفتح النفس لا من لبس ولا من اهتمام بمظهر

غير معرف يقول...

تكفوون يآآ بنآآت ابي اسئلة الشهري لمآدة الحديث ,,
انتضركم ,,

غير معرف يقول...

ننتظر الأسئله ..(L)
ربي يؤوؤوفق آلجميــــع .. ويفررج عـآـيكمم

غير معرف يقول...

الله يجزاها خير هالدكتورة كم احبهاااااا

غير معرف يقول...

ذوووق هالدكتورة ومحترمه الله يجزاها خير
من جد دكتورة اخلاق وذووق
كل يوم اشوفها انبسط
احبهااا بالله
انا انتساب وماخالطتها كثير وحبيتها كيف انتو

غير معرف يقول...

حبيباتي بتنزلون الأسئلة على المدونه ..

وجزاكم الله خير

غير معرف يقول...

في انتظار الأسئلة ..

غير معرف يقول...

بنات وين الاسئله بتنزل فييييه ردوا تكفووون

غير معرف يقول...

بتنزل هنااا انتظري

غير معرف يقول...

هي أسئلة الامتحاان ولا أسئله مساعده مافهمت ؟ اللي عندها خبر ترد الله يوفقها

غير معرف يقول...

شفيكم .. مسوين سآلفه !؟
كآنو أول مره تنزل الدكتورة أسئله ..
يَ حلو حمــآآسسكم بسس ..
يَ رررب دووم متحمسيين كذآ ^.*
.. شسمه يَ حلوهـ .. الاسئله .. هي عبــآرة ..
عن مقتطفات من اسئلة النهائي بكره ^_^
هذآ اللي يصير كل مره ..

غير معرف يقول...

مساعدة ويجي منها بالختبار عزيزتي

غير معرف يقول...

هههههه .. متحمسين لان فيه اسئلة جميله منها ربي يوقفها ويوفق من تكتب الاسئلة ويوفق الجميع يآرب ..

غير معرف يقول...

ابي الاسئله ☻ ☺

غير معرف يقول...

آآآممييين يَ ررب ويوؤوؤوفق ربي الجمييع ..
حــآلتنا تضضحك ههههههه يَ حلوونــآ بسس ..~
يَ رررب الكل يحل بكره زييين يَ ررررب
♥♥

غير معرف يقول...

امين اقول انا انتظر الاسئلة عشان اذاكر زين 

غير معرف يقول...

بانتظار الاسئله الله يوفقك ويسعدك دنيا واخرة ياام عبدالعزيز

غير معرف يقول...

نماذج من الأسئلة
هذه يا ابنتي نموذج من الأسئلة لعله يساعدك على فهم المادة 00000تذكري أنه نموذج لا الأسئلة كلها أي أنها لا تغني عن مذاكرة المادة0
أي بنيتي0000 لا تنسي معلمتك من دعائك ،،،،،،،،،،،،أسأل الله التوفيق والنجاح لكن ولمن تحبون 0
- أبو عبد الرحمن النسائي مؤلف السنن الكبرى والمجتبى0
- ويعود نسبه إلى نسا مدينة تقع على بعد خمسة عشر كيلو متر من دمشق 0
- اتفق العلماء على سماعه من البخاري وممن أكد ذلك المزي في تهذيب الكمال 0
- ظفر النسائي بأسانيد عالية 0
- من أسباب علو الإسناد عنده طلبه للعلم والرحلة في طلبه في الصغر وعمر فعاش تسعين عاماً0
- ومن أسباب علو الإسناد عنده أيضاً أن من شيوخه من عمر، مثل البخاري ومسلم0
- اتهم النسائي بالتشيع وهو رحمه الله برئ من هذه التهمة 0
- سبب رميه بالتشيع كتابه (خصائص علي )0
- وسبب تأليفه للكتاب كما قال : دخلت دمشق والمنحرف للتشيع لعلي كثير فصنفت (الخصائص)رجاء أن يهديهم الله0
- رأي أهل السنة والجماعة الإيمان بأن الخليفة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم :أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي0
- لم يرو النسائي أي حديث في فضل معاوية 0
- جميع أحاديث السنن الكبرى والصغرى صحيحة 0
- تأتي منزلته في الكتب الستة في الدرجة الثالثة بعد الصحيحين ، وذلك لقلة الأحاديث الضعيفة فيه .
- الأحاديث الضعيفة في سنن النسائي كثيرة جدا بالنسبة لكثرة أحاديثه ، فهي نحو ( 4500 – 5000 ) حديث)
- علم العلل خاص بأحاديث الضعفاء والمتروكين0
- سبب صعوبة البحث في علل الحديث عدم انضباطه تحت قاعدة مطردة وخفاؤه0
- يرى علماء الحديث المعاصرين أن الحاجة ماسة للبحث في علم العلل0
- كما يرون أن من واجب المتأخرين شرح كلام المتقدمين 0
- ثمرة علم العلل تضعيف الصحيح من الأحاديث0
- يمكن لطالب العلم في العصر الحاضر الوصول إلى درجة النقاد القدامى في بيان العلل0
- يمكن لطالب العلم في العصر الحاضر الوصول إلى فهم وقراءة كتب العلل0
- الحديث الذي رواه النسائي في فضل القدس من سباعيات المصنف رحمه الله تعالى0
- درجة الحديث الذي رواه النسائي في فضل القدس حسن0
- وهذا الحديث فيه خمسة من التابعين, يروي بعضهم عن بعض0
- معنى خصال الواردة في الحديث صفات0
- الملك الذي أعطي لسليمان أن سخر له الأرض وألان له الجديد0

ظللي في قائمة الإجابة الحرف المناسب:-
- روى النسائي حديث (اللهم لا تشبع بطنه)ويعد هذا الحديث :
(أ‌) في مناقب معاوية 0 (ب) في ذم معاوية 0 (ج) في سيرة معاوية0
52- حكم تقديم علي على معاوية رضي الله عنهما في الفضل:
جائز0 (ب) محرم 0 (ج) مستحب0
- يعد علم علل الحديث :
(أ‌) علم برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل 0 (ب) يدخل ضمن الضعيف (ج) يدخل ضمن الجرح والتعديل0

- قال العلامة القرطبي رحمه الله تعالى: يقال: كيف أقدم النبي عليه السلام على طلب الدنيا, مع ذمها من الله تعالى وبغضه لها, وحقارتها؟
(أ‌) محمول عند العلماء على أداء حقوق الله تعالى وسياسة ملكه,000 (ب) ليعينه على العبادة0 (ج) لنفسه ليكون متميزا 0


- المؤسس الحقيقي لعلم العلل :
(أ‌) النسائي0 (ب) الترمذي 0 (ج) شعبة بن الحجاج0
- من شروح النسائي مطبوع مع كحاشية مع السنن الصغرى هو:
(أ‌) زهر الربى على المجتبى0 (ب) ذخيرة العقبى في شرح النسائي 0 (ج) شرح زوائد النسائي0
- أطول شرح لسنن النسائي يقع في 40 جزء مطبوع ومجود على الشبكة العنكبوتية ومؤلفه معاصر:
زهر الربى على المجتبى0 (ب) ذخيرة العقبى في شرح النسائي 0 (ج) شرح زوائد النسائي

غير معرف يقول...

غريبة اسالتها قليله هالمرة

غير معرف يقول...

شيء افضل من لا شيء...(^_^)

غير معرف يقول...

الله يجزاها الجنه يآرب
ويجزا كل البنات المتعاونات كل خير يآرب

غير معرف يقول...

لا تنسي معلمتك من دعائك

غير معرف يقول...

ام عزوز محد له عليها كلمه انا عن نفسي افتخر كونيودرست تحتوايديها في يوم من الايام ....
الله يصلح لها النيه والذريه ويعطيها علا قد تعبها ابد ما قصرت .....

غير معرف يقول...

ام عزوز محد له عليها كلمه انا عن نفسي افتخر كونيودرست تحتوايديها في يوم من الايام ....
الله يصلح لها النيه والذريه ويعطيها علا قد تعبها ابد ما قصرت .....

غير معرف يقول...

يارب يسهل عليها دنيا واخره ويرزقها الجنه البارده

غير معرف يقول...

لتصحيح الآية ( وآخرين مقرنين في الأصفاد ) 38 سورة ص

وسلاااام .. وجزاكم ربي ألف خيييير

غير معرف يقول...

شكرااااا على هالاهتمام يادكتوره والله ماقصرتي الله يجزاك باالجنه والدرجات العليا """ منتسبه

غير معرف يقول...

شكرااااا على هالاهتمام يادكتوره والله ماقصرتي الله يجزاك الجنه والدرجات العليا الله يوفقك وين ماتوجهتي """ منتسبه

إرسال تعليق